شيدت سنة 1880 ولم يتم ترميمها ولا مرة تعاني البنايات القديمة المنتشرة في المدينة القديمة بعاصمة الحماديين بجاية من خطر الانهيار، ويزداد عامل الخطورة مع تساقط الأمطار وحدوث الكوارث الطبيعية ولعل أخطرها في حالة تعرض هذه البنايات إلى هزات أرضية. وحسب الخبراء فإن هذه البنايات شيدت بداية من سنة 1880 م يمتزج فيها الطابع الاسلامي والتركي والفرنسي وحتى الروماني، مما يزيد من جمالها ورونقها الذي يعطي الصورة العمرانية الجميلة للمدينة القديمة، وسعيا من الدولة لحمايتها من الانهيار والاندثار سارعت إلى تصنيفها ضمن التراث الوطني، حيث يمنع على ساكني هذه البنايات القيام بأية أعمال قد تغير منظرها أو تشوه معالها المعمارية وذلك حفاظا عليها وعلى طابعها التاريخي الممزوج بالحضارة الانسانية، وتتواجد هذه البنايات في أحياء عدة منها باب اللوز، منطقة أبي سفيان، الزياتين، القصبة والقائمة طويلة، غير أن استمرار وضعها بالشكل الحالي بعيدا عن الترميم والصيانة قد يعرض هذا الكنز التاريخي والتراثي إلى الزوال، وهو ما يعني أن حقبة تاريخية من تاريخ المنطقة قد تزول وتندثر بسبب العوامل المناخية والطبيعية التي تظهر بين الفينة والأخرى قاسية على قاطني هذه الأحياء العريقة عمرانيا وحضاريا وتاريخيا، ويبدو أن غياب أية خطوات إجرائية لحماية هذا الارث التراثي للمنطقة قد تكون له آثار سلبية، والبداية يتطلب البحث عن سكنات جديدة لترحيل سكان هذه البنايات بغية الشروع في عمليات الترميم والاصلاح، لما لا استغلالها في الجانب السياحي وتحويلها إلى مقصد تتحول إليه أنظار السياح الذين يزورون المنطقة سنويا وهم بالآلاف وهو الأمر الذي قد يساهم في رفع مداخيل بلدية بجاية، وأمام هذا الوضع فإن سكان عاصمة ولاية بجاية يترقبون عن كثب تجسيد الاجراءات المتخذة لحماية التراث الوطني.