يعكف الكاتب عبد الرزاق بوكبة، خلال الفترة الحالية على وضع اللمسات الأخيرة لروايته الجديدة التي اختار لها “محيض الزيتونة” عنوانا، واعتبر بوكبة العمل محاولة منه لإنصاف ذاكرتين جزائريتين لم تكتبا أدبيا بالشكل الذي وجب أن تظهرا به، وتتمثل القضيتان “المظلومتان روائيا” بنظره، في كل من ذاكرتي الثورة التحريرية المجيدة، وعشرية الإرهاب التي اكتوى بها وطننا. في تصريحات خصّ بها “السلام”، أورد المتحدث أنه حاول في “محيض الزيتونة”، استنطاق النفس البشرية التي خاضت التجربتين القاسيتين، وسعى عبر شخوصه وبنية الأحداث لتشريح تجربتي الاحتلال والثورة ضده سعيا لتحرير الوطن والإنسان، وكذا معاناة الإرهاب وويلاته التي ما يزال المجتمع الجزائري يكابد مخلّفاتها. من جهة أخرى، رفض بوكبة طبع مؤلفه الجديد في الجزائر، ولدى سؤال “السلام” عن السبب، أجاب بقوله: “أعتقد أنه آن الأوان لتسافر نصوصي خارج السياق المحلي.. أشعر أنني بإنجازي “محيض الزيتونة” قد بدأت الآن فقط مشواري”، ووصف الأديب الشاب أعماله السابقة بكونها “مجرد تمارين تسخينية” خضع لها بشكل أوصله إلى بلورة نص “محيض الزيتونة”. كما رجّح صاحب “من دس خفي سيبويه في الرمل”، احتمال طبع عمله الجديد في لبنان نظرا للعروض الكثيرة التي تلقاها من لدن كوكبة من دور النشر اللبنانية، غير أنه لم يستقر بعد على اسم معين ليفصح للصحافة عنه. للتذكير، عُرف بوكبة بتنشيطه لعدد من البرامج الثقافية على مستوى التلفزيون والإذاعة، وكذا مؤسسات ثقافية أخرى على غرار المسرح الوطني، كما كانت له عديد التواقيع في وسائط إعلامية، ويحتوي رصيده على عديد الجوائز والتتويجات وطنيا وعربيا نظير منجزه الإبداعي الذي يتضمن طائفة من التلاوين الشعرو-روائية على غرار: “أجنحة لمزاج الذئب الأبيض”، “جلدة الظل.. من قال للشمعة أف”، “عطش الساقية” وغيرها من الأعمال التي صدرت جميعها عن دور نشر جزائرية.