كثيرا ما تشعر المرأة بتقصير كبير اتجاه رضيعها لأنها لا تستطيع إنتاج الحليب بكمية تسدّ حاجته خاصة في رمضان ما يجعلها بين نارين صيام شهرها أو تغذية طفلها. إن حليب الأم غنيّ بمختلف العناصر الغذائية التي يحتاجها الرضيع والتي يكون مصدرها غذاء الأم الذي يجب أن يكون بدوره غنيا بالبروتينات، الدسم والكالسيوم اضافة إلى بعض الفيتامينات والتي تنقل إلى الطفل خلال عملية الرضاعة الطبيعية التي يتدخل فيها هرمون خاص تفرزه الغدة النخامية. وبخصوص تأثير الصيام على إدرار الأم للحليب أكدت لمياء ميمون أخصائية أمراض النساء والتوليد، أن الصيام يمكن أن ينقص من كمية الحليب وعادة ما يظهر هذا خلال الأشهر الأولى من الولادة، وهي فترة - تقول الاخصائية – أنها جدّ حسّاسة بالنسبة للأم من أجل أن تسترجع أجهزتها الوظيفية ووضعيتها الطبيعية بعد الحمل والولادة، لذا يكون للصيام تأثير واضح يتمثل عموما في قلّة كمية الحليب، فالمرأة بعد الولادة تحتاج الى نظام غذائي خاص يساعدها على إدرار الحليب لرضيعها. وبعد أكثر من أربعة إلى خمسة أشهر، توضح المتحدثة ذاتها أنّ المرأة لما تجد أنّ عملية إنتاج الحليب عادية هنا يمكنها الصيام شريطة أن تعرف كيف توزّع غذاءها بين وجبتي الإفطار والسحور وذلك من أجل الحصول على كمية كافية من العناصر الغذائية، وضمان استمرار عملية الإرضاع الطبيعي. أما خلال الأشهر المتأخّرة، وفي حال كانت الأم قد فطمت طفلها حتى قبل إتمام العامين وهو يتناول غذاء آخرا، هنا لا مانع لها من الصيام والأمر نفسه في حال كان الطفل لا يرضع كثيرا. وبخصوص المراحل اللاحقة فالصيام لا يؤثر لا على المرضعة ولا على الطفل شرط التزامها بجملة من الإرشادات، لكن بالمقابل أشارت ميمون أنه في حال انعكس الصيام سلبا على صحة الطفل بسبب عدم إدرار اللبن بالكمية التي تسدّ حاجته، كأن يكون الطفل يعاني نقصا في التغذية او في الوزن، هنا يجب على الأم زيارة الطبيب الذي سيمنحها بدون شكّ رخصة الإفطار تجنّبا للضرر. نصائح طبية للمرضعات في رمضان شدّدت أخصائية أمراض النساء، على ضرورة أن تقبل الأم على شرب كمية معتبرة من الحليب وتناول الخضروات، بحيث تحرص أن تكون وجباتها غنية بمختلف العناصر الغذائية على أن تبتعد عن البهارات، كما يجب أن تتناول كمية كبيرة من الماء والعصائر الطازجة من أجل أن تعوّض ما تفقده خلال عملية الرضاعة، ومن الأفضل أن لا تجهد المرأة نفسها بأعمال شاقة في حال كانت تصوم وترضع، وعلى المرأة أن تستشير طبيبها حول تأثير صيامها على إنتاج الحليب خصوصا خلال الشهور الأولى من الولادة، ولتضع دوما في الحسبان أن الرضاعة الطبيعية لا تعوض وهي مفيدة لرضيعهاولها شخصيا.