أصبحت ظاهرة حرق النفايات عادة متكرسة يلجأ إليها سكان أحياء العاصمة كحل للقضاء على الأوساخ والروائح الكريهة، كرد فعل من قاطني المدينة الأولى في البلاد على تقاعس مصالح النظافة في رفع أكوام القاذورات. يبدي سكان عديد الأحياء بالعاصمة على غرار حي الأحلام ببلدية جسر قسنطينة وحي 450 مسكن ببئر خادم، قلقهم المتزايد إزاء تدهور الوضع الصحي، والانتشار الواسع للنفايات التي تلوّث محيطهم في ظل تراخي عمال النظافة، ويقرّ الكثير من السكان بأنهم يحرقون النفايات كل صباح في شهر الصيام ومع ارتفاع درجات الحرارة، ما يجعل الدخان والروائح الكريهة تخيم وتتصاعد في أنحاء المناطق، فتعكّر الجو وتصيب أهالي المناطق هذه بأمراض تنفسية مزمنة قد تؤدي بحياتهم إلى الموت. ويتهم سكان المنطقة السلطات المحلية بعدم المبالاة بانشغالاتهم في الشأن المذكور، ويبرز ذلك من خلال الإهمال المقصود رغم الشكاوي العديدة من أهالي الحيين، إلاّ أنّ المسؤولين لم يحركوا ساكنا حتى لرفع الأوساخ وتوفير حاويات لجمعها، والوضع السائد شاهد على تماطل من لهم حق التسيير وخدمة المواطن على- حد قولهم -. وعبرت العديد من ربات البيوت اللواتي تحدثن إلى «السلام» عن سخطهن الشديد عن حالتهن وحال أبنائهن، جراء الأوضاع المزرية الناجم عن تكاثر النفايات وتركها مهملة في عرض الشوارع، مشددات على أنّ الوضع لم يعد محتملا بسبب الفوضى وانعدام النظافة ، وكذا الانتشار الواسع للنفايات وعدم قيام المصالح المعنية بجمع النفايات التي أضحت علامة رئيسة للوضع العاصمي. ويقول سكان حي 450 مسكن ببئر خادم، أنّ ما يشهده الأخير من احتقان دفعهم إلى حرق النفايات المنتشرة بطريقة مقززة وسط الحي، ما رفع من تصاعد أعمدة الدخان بشكل كثيف يكاد يحجب الرؤيا، ويؤثر سلبا على صحة هؤلاء، وبالرغم من كل الصرخات والمناشدات للجهات المعنية، إلا أنّ الأخيرة لم تحرّك ساكنا ولم يكن لها رجع صدى حسب السكان. في سياق متصل، يذكر أهالي الحي أنّ المنطقة تشهد أوضاعا متردية منذ أعوام عديدة، ما جعل المنطقة منكوبة، سيما وسط الانقطاعات المتكررة للكهرباء، وعليه يطالب أهالي الأحياء بضرورة التدخل العاجل للسلطات المحلية، قبل أن يصير الوضع أكثر سوءا.