تعيش المئات من العائلات القاطنة بالقرب من المنطقة الصناعية لواد السمار حالة حرجة نتيجة تمركز عدة مؤسسات صناعية بجوار سكناتهم، ما يشكل خطرا حقيقيا يحدق بصحتهم، خصوصا منهم أولئك الذين يشتكون من الأمراض الصدرية كالضيق في التنفس وأمراض الحساسية. بذات الصدد أعرب سكان حي 210 مسكن ببلدية واد السمار عن تذمرهم تجاه الوضع الحرج الذي يعيشونه يوميا جراء الروائح الكريهة التي تطرحها المؤسسات الصناعية هناك، لما فيها من مواد كيماوية تؤثر بالسلب على صحة المواطنين من جهة وعلى نوعية الهواء من جهة أخرى. فحسب ما أفاد به سكان الحي، فإنه رغم الشكاوى المقدمة للسلطات المعنية لتحسين الظروف البيئية للمنطقة إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، مع العلم أن المنطقة مشهورة بإنتاج الجير ومشتقاته الذي يتصاعد دخانه في الهواء مشكلا بذلك روائح كريهة. وأضاف المتحدثون أنه رغم خدمة المنطقة التي تؤديها للشباب لامتصاص البطالة إلا أنها صارت نقمة على حياتهم، وهذا لتراجع ظروفهم الصحية بسبب تعرضهم لأزمات تنفسية خاصة في فصل الصيف، أين تختلط المواد السامة بالهواء ما يزيد من تلوث المحيط. مشكل آخر يهدد بيئة المنطقة، إذ تحولت وضعية هذه الأخيرة إلى كارثة جراء انتشار القمامات والأوساخ التي يطرحها السكان والمصانع على حد سواء، ما تسبب في انتشار الحشرات التي أخذت من المكان مستقرا لها في ظل نقص عمال النظافة، الذين لا يمرون بالمنطقة إلا نادرا، مما يضطر السكان إلى غلق نوافذهم في عز الصيف تفاديا للروائح. وأمام تأزم الوضع جدد سكان حي 210 مسكن والأحياء المجاورة له مطلبهم من السلطات البلدية لرفع النفايات، وكذا النظر في مشكلة المؤسسات الصناعية إما بتحويل المنطقة إلى مكان بعيد عن التجمعات السكنية أو إجلاء الساكنين لمنطقة أخرى قصد حماية حياتهم.