الطهارة واجب ديني ومناسبة اجتماعية ولكنها بالموازاة عملية طبية تتطلب ثقافة صحية يجب أن يطلّع عليها الأولياء ، وهو ما حاولنا الإلمام به عبر هذه الجلسة التي جمعت “السلام” بالدكتور محمد شريف بلعربي، بخصوص عملية الختان، شروطها، السن المناسب لها وكيفية التكفل بالأطفال بعد العملية. يطرح الكثير من الأولياء جملة من التساؤلات وأهمّها السّن الملائمة لإجراء عملية الختان بشكل يحول دون أن يؤثر ذلك عليهم، وفي السياق ذاته، يقول الطبيب أنه من الأفضل هنا الإقتداء بالسنة النبوية الشريفة في هذا الجانب، حيث يمكن أن يطهّر الطفل بعد أسبوعين إلى شهر، لكن يمكن تأخيرالعملية لكن ينصح أن تكون قبل سنّ التمدرس. من الناحية الطبية، يوضح د/بلعربي أنّ الطفل لما يختتن صغيرا فإنه لا يتأثر بالدرجة نفسها عندما يكون كبيرا في السن، حيث يتفادى النزيف، كما تكون عملية الختان سهلة خصوصا وأنّ التخدير الذي يكون بسيطا زيادة على كون الطفل الرضيع يكون قليل الحركة وبالتالي يلتئم جرحه بسرعة مقارنة مع كبير السن الذي تزيد حركته وبالتالي يزيد ألمه. هناك حالات التي لا يمكن فيها اجراء عملية الختان وذلك بناء على ما يقرره الطبيب، وأهمها الأيام الأولى من الولادة ووجود بعض التشوهات الخلقية على مستوى القضيب، أو إصابة الطفل ببعض الأمراض التي يمكن أن تؤثر عليه، لذا تبقى عملية التشخيص قبل الختان ذات منفعة. وفي سياق حديثه، أكّد الطبيب ما كشفته بعض الدراسات من كون الطهارة تعتبر وقاية فعّالة ضدّ العديد من الأمراض وأهمها مرض نقص المناعة الأمراض المتنقلة جنسيا، ومختلف الأمراض التي يمكن أن تصيب الجهاز البولي، كما تجنّب الطهارة الفرد مختلف المشاكل الصحية التي يمكن أن تصيب القضيب وأهمها الإلتهابات التي قد تتطور إلى أورام سرطانية. ومن أجل وضع الأولياء في الصورة أكثر، أكّد د/ بلعربي أنّ الختان هو في الأصل عملية جراحية يجب أن يقوم بها الشخص المخوّل لذلك، وتجرى في مكان استشفائي، حيث يوضع الطفل على الطاولة وتتم تهدئته حتى لا يكثر من الحركة، ثم يتم تعقيم العضو ليأتي بعدها الدور على تخدير العضو والمنطقة المحيطة ثم يتم قصّ الفقلة. هذا وأشار المتحدث إلى أنّ عملية الختان يجب أن تكون على يد طبيب مع تفادي الختان التقليدي نظرا لما قد ينجر عنه من انعكاسات، وذلك بسبب عدم مراعاة عملية التخدير، ما يترك الطفل يشعر بألم كبير أو عندما لا يتم إجراء العملية بطريقة سليمة وبأدوات غير معقمّة ما يتسبب في بعض الإلتهابات. هناك بعض الأعراض التي تظهر على الطفل أياما بعد الختان، حيث من الممكن أن يظهر سائل أصفر اللون، أو تشكّل كتلة حول القضيب، وفي هذا الجانب يطمئن الطبيب مشيرا إلى أنّها علامات التماثل للشفاء. كيفية العناية بالطفل المختون من أهم الأمور التي يجب أن يوليها الأولياء عناية كبيرة وهي تتطلب تنظيف المنطقة حتى لا تلتصق الضمادة بالجرح مع مراجعة الطبيب في حال وجود طارئ مثل النزيف المتكرر لعدة ايام، وعدم التئام الجرح بعد ثلاثأسابيع أو حتى خروج سوائل وعدم القدرة على التبوّل. وفي السياق ذاته، حذر المتحدث من عمليات الختان الجماعي مشيرا أن الأخطاء الطبية يمكن أن تكثر في هذه العمليات فحالة الضغط الذي تعرفها العيادات وعدم توفّر الهدوء يساهم في احتمال عدم اتقان الطبيب لعمله رغم بساطة العملية. وفي الأخير يجدر التذكير أنّ وزارة الصحة سبق وأكّدت أن عمليات الختان يجب أن تطابق القوانين المعمول بها في التعليمة الوزارية رقم 6 المؤرخة في جوان 2006، والتي تعنى بعمليات الختان، حيث أرجعت العملية إلى طبيب جراح وأقصت الأطباء العامين من العملية، على أن تتم في مصالح استشفائية تراعى فيها الشروط الضرورية.