تتوفر التريعات وهي إحدى البلديات التي تشكل النسيج الإداري لولاية عنابة على مقومات الإقلاع التنموي، وتستوعب البلدية المذكورة 7995 نسمة، حسب آخر الإحصائيات ورغم تصنيفها في خانة البلديات الفقيرة إلا أن مجهودات المجلس البلدي على بعث سياسة تنموية واضحة المعالم، مكنت من استغلال الإمكانات المتوفرة لإخراجها من دائرة التخلف والإقصاء والتي عانى منها السكان لسنوات طوال. تضم البلدية أربعة تجمعات سكنية على مساحة 125.8 كم2 ذات طابع ريفي، وقد أفاد الأمين العام للبلدية في لقاء مع يومية “السلام” أنه تم انجاز عدة مشاريع تخص التهيئة ناهيك عن توسيع شبكة التطهير وإتمام انجاز الطرقات الداخلية بالبلدية على مساحة 500 م طول، إلى جانب انجاز مواقف للسيارات وتهيئة الأرصفة كما تعكف البلدية على دراسة فك العزلة على بعض المناطق كمشاتي عميرات مسعود وبن سالم ميلود وبوشاشية على مسافة 2500 م2، أما عن مشكل السكن فيضيف نفس المصدر عن حصة 340 سكن اجتماعي طور الانجاز إلا أن هذا العدد لا يكفي أمام طالبي السكن والذي يفوق عددهم 1200 طلب على مستوى البلدية، في حين يعرف برنامج القضاء على السكن الهش بعض العراقيل خصوصا بمنطقة بن سالم ميلود، ويبلغ عدد السكنات الهشة ال202 سكن في حين يعاني السكان الذين التقينا بهم من تدني الخدمات الصحية كون المنطقة لا تحتوي سوى على قاعة علاج وحيدة تفتقر للأجهزة والإمكانات، وكثيرا ما يضطر المرضى للتنقل لبلدية بالرحال والبوني لتلقي العلاج ولإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة. وذكر لنا البعض أن الكثير من النسوة يلدن في طريق نقلهن للمستشفى المختص بالبوني أو مستشفى ابن رشد، واللذان يبعدان تقريبا مسافة 45 كلم، معاناة السكان لا تتوقف عند هذا الحد فنقص هياكل الاستثمار رغم توفر البلدية على منطقة للنشاط الصناعي على مساحة 30 هكتارا، وتستطيع أن تضم حوالي 20 شركة في مختلف الصناعات إلا انه لا يوجد على أرض الواقع سوى 3 شركات اثنتن تختصان في صناعة الآجر وأخرى في تعليب الطماطم الصناعية لا تسمح سوى بامتصاص القليل من اليد العاملة، ومع هذا الواقع المؤلم يبقى شباب التريعات بين شبح البطالة وسندان الجريمة. وأفادنا الأمين العام أنه رغم محاولتهم لجلب صناعيين من شأنهم تحريك عجلة التنمية وبعث الاستثمار بالمنطقة، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل ليضيف أن نقص الإمكانات والمعدات وراء عزوف الفلاحين عن استصلاح أراضيهم لتبقى الهكتارات من الأراضي قاحلة جرداء. وفي سياق آخر، تضم الهياكل التربوية بالتريعات 4 مدارس ابتدائية ومتوسطة واحدة، في حين يضطر الناجحون إلى المستوى الثانوي إلى التنقل لبلدية بالرحال لمتابعة دروسهم مع توفر النقل المدرسي، كما يوجد بالبلدية 3 دور للشباب تعمل على استقطاب الشباب مع ما تتوفر عليه من إمكانات محتشمة إلى جانب مكتبة بالتريعات تضم مختلف الأجهزة المعلوماتية. وتجدر الإشارة أن البلدية تتوفر على شبكة للإنارة العمومية وريفية عبر المناطق المحرومة تساهم في فك العزلة عن هذه المناطق، إلى جانب توفرها أيضا على شبكة توزيع للمياه الشروب تؤمن يوميا وصول الماء لجميع سكان البلدية دون حدوث تذبذبات، كما بلغت نسبة التغطية بالغاز الطبيعي حدود 80 بالمائة ليبقى حي بن سالم ميلود ينتظر دوره في التموين بهذا المادة. إلى ذلك، فإنّ بلدية التريعات وما تتوفر عليه من إمكانات زراعية ورعوية لخصوصية المنطقة ومنطق للاستثمار الصناعي تحتاج إلى أكثر من التفاتة من الجهات الوصية لاستقطاب المستثمرين لدفع عجلة التنمية وإخراج شبابها من العزلة والتهميش.