نجح المنتخب الوطني مساء أمس في تحقيق الأهم في مباراة ذهاب الدور التصفوي الأخير لنهائيات أمم إفريقيا أمام المنتخب الليبي، بعدما نجح أشبال الناخب الوطني في تحقيق الفوز بنتيجة هدف دون رد حمل توقيع البديل هلال سوداني، وبهذا الفوز يكون “الخضر قد قطعوا شوطا كبيرا نحو التأهل إلى “كان” 2013، وهذا في انتظار مباراة العودة التي ستجري بالجزائر شهر أكتوبر المقبل. المرحلة الأولى من اللقاء شهدت اندفاعا بدنيا كبيرا خاصة من جانب المنتخب الليبي، والبداية كانت للمنتخب الوطني الذي كاد أن يفتتح باب التهديف في (د8) عن طريق سليماني، الذي وبعد صراع ثنائي خطف الكرة ومررها على طبق داخل منطقة العمليات ناحية قديورة، هذا الأخير سدد بقوة لكن كرته جانبت القائم الأيسر للحارس الليبي، لتواصل بعدها عناصر المنتخب فرض ضغطها وتكثيف حملاتها الهجومية إلى غاية (د13) التي استفاد فيها مصباح من مخالفة مباشرة من على بعد (25)، حيث سدد على مرتين قبل أن تنتهي بين أحضان حارس المنافس، وفي (د17) أتيحت محاولة أخرى سانحة للتهديف ل “الخضر” إثر ركنية نفذها قادير بإحكام على الجهة اليسرى، لكن الكرة مرت بين أقدام بلكالام الذي كان وجها لوجها أمام المرمى، وبعدها خرج المنتخب الليبي من قوقعته وحاول تهديد الحارس مبولحي لكن دون خطورة تذكر أمام الاستماتة الكبيرة للمدافعين، إلى غاية (د39) التي كاد فيها المنتخب الليبي أن يفتتح مجال التهديف إثر مخالفة غير مباشرة أخرجها مبولحي بقدمه بأعجوبة كبيرة بعد أخذ ورد داخل منطقة العمليات، وبعدها بدقيقتين كاد زوي أن يباغت حارس الخضر، حيث تعثر داخل منطقة العمليات وضاعت الكرة، في الوقت الذي كان متوجها صوب الشباك إثر تمريرة طويلة في العمق، لتنخفض وتيرة اللقاء في الدقائق الأخير من الشوط الأول، قبل أن يعلن الحكم عن نهايته بالتعادل السلبي. المرحلة الثانية دخلها المنتخب الليبي بقوة، إذ لم تمض سوى دقيقتان حتى كاد البدري أن يفتتح باب التهديف إثر مخالفة مباشرة من على بعد 25 مترا مرت فوق العارضة بقليل، وبعدها في (د52) قديورة يستغل كرة مرتدة من دفاع المنافس ويسدد بقوة لكنها مرت عالية، وفي (د57) سليماني يستفيد من كرة ذكية في العمق من قادير يتخلص من الرقابة ويتوغل داخل منطقة العمليات لكن تسديدته مرت فوق العارضة بقليل، لتواصل بعدها عناصر المنتخب الوطني ضغطها عن طريق فيغولي الذي قام بعمل فردي رائع على الجهة اليمنى في (د60) ووزع ناحية قادير تسديدة هذا الأخير كانت عشوائية ومرت جانبية، وبعدها بعشر دقائق كاد مصباح أن يصل إلى مرمى المنتخب الليبي بتسديدة قوية على مشارف منطقة العمليات لكن الحارس لشلوش ببراعة يتصدى للكرة، وبعدها انحصر اللعب في وسط الميدان مع أفضلية نسبية ل “الخضر” الذين أتيحت في (د82) فرصة أكثر من سانحة بواسطة سليماني الذي ضيع ما لا يضيع أمام التدخل الموفق للشلوش، وفي (د86) ضيع سليماني فرصة افتتاح مجال التهديف، قبل أن يتمكن البديل سوداني من تحرير الجميع وافتتاح باب التهديف بعد تمريرة ذكية من سليماني وتمويه ناجح من فيغولي، في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع كاد سوادني أن يعمق الفارق برأسية بعد توزيعة جيدة من مصباح على الجهة اليسرى، وبعدها أعلن الحكم السنغالي عن نهاية اللقاء بانتصار ثمين للخضر في سباق التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا 2013. الراية الوطنية تتفوق في المدرجات صنع أنصار المنتخب الوطني الجزائري صورا جميلة في مدرجات ملعب الدارالبيضاء بالعاصمة المغربية كعادتهم في أي مباراة يخوضها رفقاء سفيان فيغولي، ورغم عدم تواجد عدد كبير من أنصار الخضر الذين قدر عددهم بحوالي 2000 إلا أنهم دووا الملعب، كما أن الراية الوطنية غلبت رايات الأندية الجزائرية على المدرجات، حيث فضل المناصرون حمل العلم الجزائري عوض رايات نواديهم المفضلة. أنصار ليبيا استفزوا الخضر برباعية مراكش بالرغم أنهم لم يحضروا بأعداد كبيرة في مدرجات مركب محمد الخامس، إلا أن العدد القليل من أنصار المنتخب الليبي ساندوا أشبال المدرب أربيش، كما حاولوا استفزاز أنصار المنتخب الوطني الذين كانوا على الجهة اليمنى بمطالبة رفاق زوي، بإعادة سيناريو مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره المغربي بملعب مراكش التي انتهت بفوز رفاق حاجي بأربعة دون رد. سليماني كان معزولا في الهجوم بعدما تألق في المباريات الماضية بفعالية الكبيرة، فإن الهداف الجديد ل “الخضر” اسلام سليماني عانى من العزلة في مواجهة أمس، وسط مدافعي المنتخب الليبي الذين كانوا يتداولون على حراسته، ومع ذلك نجح هداف شباب بلوزداد من صنع بعض الفرص الخطيرة، لكنها افتقدت للتركيز اللازم، إلى المحاولة الخطيرة التي ضيعها في (د82) بعدما وجد نفسه وجها لوجه أمام لشلوش حارس مرمى المنتخب الليبي. كادامورو خرج متأثر بإصابة اضطر الناخب الوطني مع بداية المرحلة الثانية إلى إحداث تغيير اضطراري بإقحام سعد تجار مكان كادامورو الذي خرج متأثر بالإصابة، بعد التدخل الخشن الذي تعرض له في ربع ساعة الأول من زمن المرحلة الأولى، وهو ما دفع حليلوزيتش لإعادة مهدي مصطفى إلى منصب ظهير أيمن، بعدما لعب الشوط الأول في وسط الميدان الدفاعي. بلكالام أدى مباراة في القمة باسثناء بعض الهفوات التي وقع فيها، فإن المدافع الجديد في صفوف “الخضر” سعيد بلكالام أدى مباراة في المستوى، ونجح في تشكيل محور دفاع قوي مع مجاني. كانت مواجهة أمس جد خاصة لمدافع شبيبة القبائل سعيد بلكالام، باعتبار أنها عرفت الظهور الرسمي الأول له بألوان المنتخب الوطني للأكابر، بعدما كان قائد المنتخب الأولمبي، ويبدو أن غياب مجيد بوقرة بداعي الإصابة دفع حليلوزيتش للاستنجاد بالمدافع القبائلي الذي أشاد البوسني الكثير بإمكاناته الدفاعية خلال التربص الأخير. لاعبو المنتخب عانوا من الناحية البدنية وجدت عناصر المنتخب الوطني صعوبة كبيرة في تسيير وتيرة اللقاء، خصوصا في المرحلة الثانية، بفعل تأثرهم الكبير من الناحية البدنية، بحكم افتقار العديد من العناصر للمنافسة مع أنديتها. لاعبو المنتخب الليبي لم يتقبلوا الهزيمة لم تكن نهاية مواجهة أمس عادية، وهذا بعد التصرفات الصبيانية التي بدرت من قبل لاعبي المنتخب الليبي، الذين حاولوا الاعتداء على عناصر المنتخب الوطني، في تصرف غير مسؤول وبعيد كل البعد عن الروح الرياضية. أصداء: 160 مناصر وصلوا إلى “الدارالبيضاء” وصلت مساء أول أمس طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية حاملة معها 160 مناصر للخضر في رحلة خاصة، والتي نظمتها وكالة سياحة وأسفار رفقة الاتحادية الجزائرية والخطوط الجوية الجزائرية، الطائرة حطت على الساعة 19:00 بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، وقد استغل الأنصار الفرصة للتوجه إلى شوارع “الدارالبيضاء” للاحتفال حتى قبل انطلاق اللقاء. 2000 مناصر جزائري فوق المدرجات سجل ما لا يقل عن 2000 مناصر جزائري حضورهم فوق مدرجات ملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء المغربية، وعددهم أكبر بكثير من الليبيين الذين حضروا بأعداد قليلة واعتمدوا بدرجة أكبر على مؤازرة بعض المغاربة لهم. لاعبو “الخضر” كانوا محضّرين نفسيا بدا لاعبو المنتخب الوطني في أفضل أحوالهم المعنوية قبل ساعات قليلة فقط عن موعد مواجهة “الخضر” أمام ليبيا على ملعب محمد الخامس في “الدارالبيضاء”، حيث خرج زملاء الحارس رايس مبولحي هذه الصبيحة في جولة خفيفة إلى منطقة “عين ذياب” السياحية، أين ظهر كل اللاعبين في حالة معنوية جيدة من خلال تجوالهم في مجموعات متبادلين الأحاديث، ما يؤكد أن كل الأمور على أحسن ما يرام. الجماهير الجزائرية تصنع أجواء جميلة في المغرب صنع الجمهور الجزائري أجواء رائعة منذ صبيحة أمس في “الدارالبيضاء”، ورغم عدم وصول الجزائريين بقوة إلى الأراضي المغربية، إلا أن أنصار “الخضر” حضروا بأعداد أكبر من الليبيين الذين لم يظهر لهم أي أثر، ويشكل الجزائريون أجواء خاصة في مناطق “باب مراكش” و«عين ذياب “وغيرها. حليلوزيتش اعتمد على خطة حذرة اعتمد الناخب الوطني في مواجهة أمس، على خطة تكتيكية حذرة، وهذا باعتماد على الدفاع المسطح الذي كان مشكلا من كادامورو، بلكالام، مجاني ومصباح، وخمسة عناصر في وسط الميدان، ثلاثة منهم في الارتكاز، ويتعلق الأمر بلحسن، قديورة ومهدي مصطفى، مع الاعتماد على رأس حرب واحد هو اسلام سليماني الذي سانده في الهجوم كل من قادير وفيغولي. مشاركة مبولحي الأساسية فاجأت الجميع شكلت القائمة الأساسية التي اعتمد عليها الناخب الوطني في مواجهة أمس رد فعل متابنية وسط المحللين والاختصاصين، سيما أنها عرفت مفاجآت عديدة، منها إشراك الحارس رايس مبولحي منذ البداية، بالرغم من ابتعاده المطويل عن أجواء المنافسة الرسمية وعدم قيامه بالتحضير اللازم، بحكم عدم توقيعه في أي فريق بعد انقضاء آجال فترة التحويلات الصيفية، في الوقت الذي رشح الجميع حارس إتحاد الحراش عزالدين دوخة لحراسة عرين “الخضر” أمام ليبيا، خاصة وأن هذا الأخير جاهز بعد التحضيرات التي قام به مع فريقه. كادامورو يعود بعد غياب طويل سجل مدافع ريال سوسيداد الإسباني لياسين بن طيبة كادامورو عودته مجددا إلى صفوف تشكيلة المنتخب الوطني بعد غياب عن المواعيد الرسمية الماضية للخضر، بداعي الإصابة الخطيرة التي كان قد تعرض لها في آخر تربص له مع المنتخب الوطني قبل مباراة رواندا في تصفيات المونديال، هذا وكان كادامورو قد سجل ظهوره الرسمي الأول بألوان المنتخب الوطني في مباراة الذهاب تصفيات مونديال 2014 في بانغول نهاية شهر فيفري الماضي أمام المنتخب الغامبي. حاليلوزيتش وظف مهدي مصطفى في وسط الميدان إلى جانب الظهور الجديد لكادامورو، فإن مواجهة أمس، تميزت أيضا باعتماد حليلوزيتش على مدافع نادي أجاكسيو الفرنسي مهدي مصطفى لكن ليس في منصبه الأصلي كظهير أيمن وإنما كوسط ميدان ارتكازي.