بعدما شاهدنا رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم "مفتاح كويدر" جالسا مع "محفوظ قرباج" في بهو فندق الخضر، اقتربنا من كويدر وحدثنا عما حصل في المباراة، معبرا عن أسفه الكبير للنهاية المأساوية للقاء جمع بين شقيقين، متوعدا كل من قام بأعمال الشغب بعقوبة قاسية قد تصل إلى الشطب من المنتخب الليبي، ولم يتوان في التأكيد أن لاعبي الخضر أيضا ردوا على الاعتداء بالاعتداء وقاموا باستفزاز الليبيين فوق الميدان قبل نهاية اللقاء بكلمات بذيئة. بصفتكم رئيسا للاتحاد الليبي وأول مسؤول على الكرة الليبية، ما هو تعليقكم على المهزلة التي حصلت بعد نهاية اللقاء؟ لا أخفي عليكم أننا جد متأثرون مما حدث، فمنذ البداية تحدثنا مع اللاعبين، وقلنا لهم يجب الحذر ودم الدخول في مشاكل مع الجزائريين، لأن كرة القدم فوز وخسارة، ويجب في النهاية أن ننهي المواجهة بأخلاق شريفة، لكن ولسوء الحظ الأمور خرجت عن نطاقها. ما هي التدابير التي ستتخذوها ضد لاعبيكم بعد هذا التصرف؟ لا أخفي عليكم أنني لم أشاهد بالتفصيل ما حدث، لكننا سنحاول أن نحقق في الموضوع، من أجل معاقبة كل من قام بهذه التصرفات، وقيل لي أيضا أن اللاعب سنوسي قام بحركة غير رياضية للأنصار الجزائريين، لهذا سيعاقب بعقوبة شديدة، صدقوني. تبدو جد متأسف لما حدث؟ هذا أكيد، فنحن إخوة، والقواعد الأخلاقية يجب التمتع بها، لأن الفوز سواء لليبيا أو الجزائر نفس الشيء، وأقولها مرة أخرى مبروك للمنتخب الجزائري الفوز علينا هنا في المغرب. ألا ترون أن هذه الخرجات يمكن أن تؤثر على علاقة البلدين؟ لا أظن ذلك، فعلاقة الجزائر وليبيا وطيدة وتاريخية، فبيننا ساقية سيدي يوسف، وتاريخ كبير بيننا وبين الجزائر وتونس، لهذا لا يوجد أي شيء يمكن أن يفسد بين العلاقة في البلدين، ونحن بدورنا سنفعل المستحيل من أجل أن نمحي العار الذي حصل ونعيد الأمور إلى مجاراها الطبيعي. وعن علاقتك مع روراوة؟ روراوة صديقي ولا يمكن أن تتّأثر علاقتنا بعد هذه الحادثة، فبمجرد وصولي إلى الفندق هنأت روراوة على الفوز وتعانقنا، لهذا علاقتنا جيدة ولن تتأثر أبدا. وبحديثنا عن روراوة، فإنه دعاني لحضور نهائي كأس الجمهورية بين وفاق سطيف وشباب بلوزداد، وشاهدت الروح الرياضية بين الفريقين وفرحت كثيرا لذلك، لهذا نحن مسلمون، ومن المفروض أن نتخلق بأخلاق "عمر ابن الخطاب" ولا نقوم بهذه التصرفات. كيف تتوقعون أن تكون مباراة العودة في ظل ما جرى في هذا اللقاء؟ يصمت مطولا... هذا السؤال فيه الكثير من المعاني، ولا أرى أن نفس الأمر سيحصل في لقاء العودة، لأن الشعب الجزائري شعب مضياف، واللقاء سيكون في روح رياضية عالية، ويجب الاعتراف أن لاعبينا قاموا بأعمال شغب، واعتدوا على لاعبيكم، لكن حتى الجزائريين اعتدوا عليهم، لهذا نحن سنقوم بالمستحيل من أجل شطب اللاعبين المتسببين في أحداث الشغب. ما هو السبب الحقيقي الذي دفع بلاعبيكم لهذا التصرف؟ بعد الذي قاموا به لا يمكنني أن أبرر أفعال لاعبينا، لكن أؤكد أن بعض لاعبيكم قالوا كلاما لا يقال داخل أرضية الميدان، واستفزوهم ببعض الكلمات التي أوصلت لاعبينا إلى قمة الغضب، ولا أريد الدخول في هذه التفاصيل. من الناحية الفنية هل ترون أن المنتخب الليبي خرج نهائيا من السباق؟ لا أظن ذلك، فليبيا لديها كل الحظوظ للتأهل في لقاء العودة، فكرة القدم ليست علوما دقيقة، ومثلما فزتم علينا هنا يمكن أن نفوز عليكم هناك، لهذا لا يمكنني أن أجزم بخروجنا، ما دام هناك شوط ثاني في البليدة، لكن يجب أن نقر بصعوبة المهمة بعد خسارة لقاء الذهاب.