مفتاح كويدر (رئيس الاتّحاد اللّيبي لكرة القدم) ل "الهدّاف": "راسلنا الفيفا كي يرفع الحصار عنا ونعمل لاستقبال الجزائر في طرابلس"

"في حال رفض طلبنا فمصر، تونس والمغرب الأنسب لأنها دول الجوار"
"لا أحد منا أعجب بالقرعة لأنّنا لم نكن نرغب في مواجهة الجزائر"
"الكاف تحقق مصالح منتخبات معيّنة على حساب منتخبات أخرى"
"روراوة قال لي لقاء الذهاب في عنابة والعودة بالعاصمة... إنه شخصية رائعة"
"سنستعمل أمام الجزائر كل المحترفين وأقوى لاعبي البطولة المحلية، نحن متفائلون وتخلّصنا من عقد الماضي"
"في مونديال جنوب إفريقيا كل ليبيا كانت خلف الجزائر... العلاقة بين البلدين والشعبين تاريخية ولا تقتصر على الحدود وفقط"
أعرب رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم مفتاح كويدر عن أسفه الشديد لوقوع المنتخب الليبي أمام نظيره الجزائري في الدور الأخير من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2013، وقالها لنا صراحة إنه تمنى وقوع كل منتخب أمام منتخب إفريقي آخر، حتى يتسنى للجزائر وليبيا المرور معا للدور المقبل، وانتقد الرجل تقسيم "الكاف" الجديد لمستويات المنتخبات، هذا وألحّ الرجل على ضرورة التحلي بالروح الرياضية بين الطرفين لأن الأمر يتعلق ببلدين شقيقين كالجزائر وليبيا، وفي النهاية أبدى تفاؤلا كبيرا بتأهل ليبيا التي حققت قفزة نوعية في الفترة الأخيرة.
= ألو مرحبا، أستاذ مفتاح كويدر رئيس الاتحادية الليبية لكرة القدم معك صحفي من الجزائر...
== مرحبا بك وبكل الجزائريين، منذ قليل فقط اتصل بي إعلامي جزائري وتحدثنا سويا، وها أنت ثاني إعلامي يحدثني فمرحبا بك.
= وستتلقى العديد من الاتصالات من يومنا هذا إلى يوم مباراة الجزائر...
== (يضحك) سأكون سعيدا بكل اتصال يأتيني من الجزائر لأنكم إخوة وأشقاء.
= بعد ساعات قليلة سيكون منتخبكم على موعد ونهائي كأس العرب أمام المغرب (الحوار أجري ظهر أمس)، أكيد أنك قلق بعض الشيء، وأكيد أيضا أنك تريد اللقب العربي.
== نعم، هناك نوع من القلق لأن الأمر يتعلق بتنشيط نهائي كأس العرب، وأكيد أني وكافة الليبيين نستهدف اللقب، أنا متفائل بالظفر بالتاج، وإن لم يحصل ذلك فسأشجع أشبالي على إنجازهم بوصولهم للنهائي.
= هل خصصت لهم مكافآت مالية نظير وصولهم للنهائي، وفي حال ما إذا توجوا؟
== من الناحية المادية لا شيء ينقصهم، فهم يتلقون المكافآت المالية في كل مناسبة، كما أنهم سيحصلون على مكافآت أكبر إن هم توّجوا باللقب العربي.
= لندخل الآن في صلب الموضوع الذي اتصلنا من أجله بك، والموضوع هو القرعة التي أوقعت الجزائر وليبيا في الدور الأخير من تصفيات كأس إفريقيا 2013، فكرئيس للاتحاد الليبي لكرة القدم ما هو تعليقك وهل تمنيت مواجهة الجزائر؟
== الجزائر بلد شقيق والجزائريون أشقاؤنا، نسعد للقائهم مثلما يسعدون للقائنا، لكننا صراحة كمسؤولين عن منتخب ليبيا لم نتقبل وقوعنا أمام المنتخب الجزائري.
= لماذا ذلك؟
== كان بودّنا أن توقعنا القرعة أمام منتخب إفريقي آخر غير الجزائر، وكان بودنا أن تقع الجزائر أمام بلد إفريقي آخر غيرنا، وأن نتأهل سويا إلى نهائيات كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا سنة 2013، لكن القرعة أوقعتنا سويا وهذا ما يعني أن واحدا من البلدين الشقيقين سيغيب عن موعد جنوب إفريقيا وهي خسارة للكرة العربية والإفريقية.
= لكن هذه هي القوانين، والقرعة لا أحكام لها، ف "كريّة" القرعة لعبت لعبتها وأوقعت الجزائر وليبيا في دور حاسم، وعلى الطرفين تقبل ذلك.
== لا ليست القرعة من فعلت فعلتها، بل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم هو من فعل فعلته.
= كيف ذلك؟
== لم أجد أي تفسير للمعايير التي استندوا عليها لوضع تصنيفين، تصنيف من جهة وصف بتصنيف المنتخبات القوية وتصنيف آخر للمنتخبات الضعيفة، ووضعونا ضمن المنتخبات الضعيفة، وهو تصنيف أثبتت النتائج على أرض الواقع أنه لا جدوى منه، أنظر ما فعلته إفريقيا الوسطى بمصر، ألم تخرجها من تصفيات كأس إفريقيا؟ أنظر لما فعلناه مؤخرا بمنتخب الكاميرون ألم نفز عليهم؟ أعتقد أن التصنيف الأخير هو سبب وقوعنا أمام منتخب الجزائر، الأمر مدبّر صراحة.
= تقصد أنه مدبّر ضدّ ليبيا؟
== لا لم أقل ليبيا بالذات، أريد القول إن ذلك التقسيم الذي لجأ له الاتحاد الإفريقي خدم مصالح منتخبات على حساب منتخبات أخرى، لقد خرجوا عن آليات التصنيف الدولي المعمول به، وأعدوا تصنيفا خاصا بهم لكي تتأهل الكاميرون وغيرها من المنتخبات التي يريدون وصولها إلى "الكان"، وهنا أوضّح أني لا أقول هذا الكلام لأني وقعت أمام الجزائر فحتى لو أوقعتنا القرعة أمام كوت ديفوار كنت سأدلي بمثل هذه التصريحات، لأن تقسيم المنتخبات إلى مستوى أول وثان لم يكن وفق معايير منطقية... مدروسة ومقنعة.
= ما حدث حدث الآن، لكن المنتخب الليبي لديه كلمة يقولها في الميدان، فكيف تتوقع أن تكون آمال منتخب ليبيا الذي تطوّر كثيرا في السنتين الأخيرتين، بدليل حضوره في نهائيات كأس إفريقية الأخيرة، وفوزه الأخير على الكاميرون؟
== رغم أننا لم نعجب بالقرعة وبوقعنا أمام الجزائر، إلا أننا نؤمن بآمالنا في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013، لدينا تشكيلة قوية قادرة على قول كلمتها أمام أي منتخب، وتشكيلتنا ليست تلك التي تشارك في كأس العرب، بل تلك هي التشكيلة الثانية التي تضم لاعبي المنتخب الأولمبي، تشكيلتنا تضم عددا من اللاعبين المحترفين ممن سيكونون حاضرين جميعهم أمام المنتخب الجزائر، وهو ما يجعلنا نتفاءل بأن يكون التأهل من نصيبنا.
= أين يلعب لاعبو المنتخب الليبي؟
== لدينا حوالي 5 لاعبين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية، سوف يكونون حاضرين معنا، لدينا لاعبون في تونس وفي المغرب، لدينا لاعب ينشط في البطولة الإيرانية، وسادس ينشط في البطولة الصربية، بالإضافة إلى أقوى اللاعبين المحليين الذين سيكونون مع المحترفين تشكيلة قوية نؤمن في قدرتها على التأهل لجنوب إفريقيا.
= تبدو متفائلا، فما السرّ في ذلك؟
== لا يوجد أي سرّ ولا هم يحزنون، منذ أن تحررنا في ليبيا صار التفاؤل يطبعنا في كلّ المجالات، في الماضي كان الليبيون عبارة عن كتل من العقد، كانوا يعانون من مركب النقص في كل شيء، كان طموحهم محدودا، اليوم تغيرت الأمور تغيرت نظرتنا للعالم وتغيرت نظرة العالم إلينا، سنلعب أمام الجزائر دون مركّب نقص، مثلما لعبنا أمام المنتخبات الأخرى من دون أي عقدة، طموحاتنا لا حدود لها صراحة مقارنة بالماضي.
= هذا جميل أن نسمع عن الليبيين أشياء كهذه، لكن هناك مشكلة قد تعيقكم، ونقصد مشكلة الملعب لأن ليبيا ومرة أخرى مجبرة على اللعب خارج الديار، فكيف ستتعاملون مع ذلك؟
== نحن في الوقت الحالي نعمل على الاستقبال في ليبيا وبالضبط بالعاصمة طرابلس، لقد راسلنا الاتحاد الدولي لكرة القدم، وطلبنا منه أن يرفع عنا هذا الحصار حتى يتسنى لنا خوض المباريات أمام جماهيرنا، ومن الممكن أن تحضر لجنة معاينة إلى ليبيا لكي تتفقد الأوضاع والملاعب، وعلى ضوء تقريرها سنرى ما ستقرره "الفيفا"، نأمل أن يكون القرار لصالحنا بأن نواجه الجزائر في ملعبنا وأمام جماهيرنا.
= كل الاحتمالات تبقى واردة قبيل موعد المباراة في سبتمبر المقبل، لكن لنفترض أن "الكاف" و"الفيفا" لن يسمحا بأن تلعبوا في "طرابلس" فأي الحلول ترونها مناسبة لاستقبال الجزائر؟
== في حال عدم الموافقة عل طلبنا باللعب في ليبيا، هناك حلول أخرى، هناك مصر، المغرب وتونس، أنا شخصيا أحب اللعب في دول الجوار، في الدول العربية حتى نشعر نحن والجزائر بأننا في ديارنا، ولو أني أتوقع مسبقا أن يرفض طلبنا بالاستقبال في تونس مثلا.
= لماذا فمؤخرا فقط استقبلتم الكاميرون في صفاقس وفزتم عليه في لقاء عرف حضور الجمهور الليبي؟
== تلقينا الموافقة بصعوبة بالغة، ولولا تدخل وزير الشبيبة والرياضة طارق ذياب لما لعبنا هناك، ولما تمكنت جماهيرنا القليلة من حضور اللقاء، حيث اقتصرت الموافقة على دخول 5000 مشجع ليبي وفقط، ولك أن تتصور إن كنا سنحصل على الموافقة للعب هناك في لقاء طرفاه الجزائر وليبيا وليس ليبيا والكاميرون.
= أكيد أن الأشقاء "التوانسة" سيتخوفون من غزو أكيد من الجزائريين والليبيين لبلدهم...

== نعم، هذا ما قد يجعلهم يرفضون أن تجرى المباراة في بلدهم، وعلى كل أنا أفضل دول الجوار لمواجهة الجزائر، رغم أننا قد لا نجد أي عراقيل إن نحن تنقلنا إلى روما الإيطالية وتواجهنا (يضحك).
= قلت لي منذ قليل إنك قد تطلب الاستقبال في مصر أيضا، أكيد أنك تراهن على الشعب المصري بسبب توتر العلاقات سابقا بين الجزائر ومصر كرويا؟
== لا بالعكس، تلك الأزمة صارت من الماضي، واختيار مصر قد يكون من باب أنهم جيراننا وأشقاؤنا، لكن الأكيد أننا في النهاية سنختار البلد الذي تكون فيه الجزائر في أمان وسلام.
= بغض النظر عن إسم المتأهل إلى الدور المقبل من تصفيات كأس إفريقيا، أكيد أنك تتمنى أن تسود المباراة روح رياضية عالية.
== عندما تتحدث عن الجزائر وليبيا أنت لا تتحدث عن بلدين تفصلهما الحدود وفقط، بل أنت تتحدث عن بلدين تجمعهما روابط وعلاقات تاريخية عريقة، أنت تتحدث عن شعبين شقيقين، أنت تتحدث عن عائلة واحدة هي ليبيا والجزائر، لا يمكنني أن أصف لك حبي للجزائر ومتأكد من حب الجزائريين لليبيا أيضا، لذلك مباراتنا أمام الجزائر لن نحتاج فيها لإعطاء الدروس لأحد، ولن نحتاج لمن يلقننا الدروس أيضا، هي مباراة في كرة القدم وفقط، المقصى سيهنئ المتأهل ويتمنى له التوفيق في نهائيات كأس إفريقيا 2013، صدقني نظرا لتأكدي من أن الروح الرياضية هي التي ستنتصر لا أريد أن أقول "أتمنى أن تسود الروح الرياضية" لأنها وكما قلت لك هي التي ستنتصر في النهاية، وأضيف لك شيئا.
= تفضّل.
== سنة 2010 تأهلتم فيها إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، وليبيا كلها كانت إلى جانب الجزائر، ليس لأن الجزائر كانت البلد العربي الوحيد هناك، بل لأننا في ليبيا نعتبر الجزائريين إخوة وأشقاء علينا أن نقف إلى جانبهم أينما كانوا.
= هذا الكلام يثلج صدورنا صراحة، وبودنا أن نعرف علاقتك برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، فهل هي علاقة عمل أم علاقة وطيدة؟
== لا، هي علاقة تفوق علاقة العمل صراحة، لم تصدقني لما حدثتك عن الصداقة بيننا، إذن سأروي لك القليل عن علاقتي بروراوة.
= يسرّنا ذلك...
== علاقتي بالرئيس روراوة علاقة مميزة تغلّبت عليها الأخوة صراحة، لقد كنت ضيفا عندكم بالجزائر يوم دشّن الاتحاد الجزائري لكرة القدم مقره الجديد، وبعدها تصور ما الذي حدث، تلقيت دعوة شخصية من الرئيس روراوة إلى بيته، لقد استضافني في بيته الشّخصي، وهذا دليل على علاقتنا الوطيدة، وبالأمس فقط كان لي اتصال هاتفي جمعني به عقب عملية القرعة.
= هل لنا أن نعرف ما الذي دار بينكما من حديث؟
== ذكّرني بحديث جمعنا منذ أيام قليلة على هامش كأس العرب لفئة أقل من 17 سنة، حيث تحدثنا عن احتمال وقوع الجزائر وليبيا أمام بعضهما البعض في الدور المقبل، فقال لي مرحبا بك وبالليبيين عندنا ذهابا وإيابا، فاقترح علي لعب لقاء الذهاب في عنابة والعودة بالجزائر العاصمة، وأمس وخلال الاتصال الهاتفي الذي جمعنا قال لي: "حديثنا عن اللقاء منذ أيام، كان ينبئ بأننا سنتواجه وها نحن سنلتقي"، صراحة روراوة شخصية رائعة، معروفة على الساحة الدولية، وأنا شخصيا أقدّره وأقدّر العمل الذي يقوم به كما أنّي أكنّ له كل الاحترام.
= قبل أن نختم حوارنا بودنا أن تعطينا رأيك حول المنتخب الجزائري في عهد البوسني وحيد حاليلوزيتش، وما رأيك في مسيرته حتى الآن؟
== بغض النظر عن هوية المدرب، أعتقد أن الجزائر مضت قدما نحو استعادة توازنها، ومسيرتها حتى الآن تثبت ذلك، لقد اكتشفت في الجزائر منتخبا ممتازا يلعب كرة جميلة، ويضم عناصر موهوبة، لكن ذلك لا يفاجئني لأن الجزائر بلد كرة القدم.
= ستكون مهمة شاقة لليبيا...
== نعم شاقة لنا كثيرا لأن الأمر يتعلق بمواجهة منتخب جزائري قوي يرغب هو الآخر في الوصول إلى "الكان"، وستكون شاقة أيضا للجزائر لأننا نحن أيضا نرغب في التأهل (يضحك).
= كلمة أخيرة للشعب الجزائري الذي سيرحب بكم لدى حلولكم ضيوفا على بلدنا في لقاء العودة لأنكم أيضا أشقاء لنا ولأننا كشعب نحبّ ليبيا أيضا مثلما تحبون الجزائر...
== من خلال "الهداف" أوجّه تحية تقدير واحترام لكل الشعب الجزائري، تحية حب وأماني صادقة له، وأتمنى من أعماق قلبي الخير لكل الجزائر على كافة الأصعدة والقطاعات، وإن كنا سنخوض اللقاء في ليبيا أو في بلد آخر فمرحبا بكم عندنا، مثلما أنا متأكد من أننا مرحب بنا في لقاء العودة بالجزائر، وبلغ تحياتي إلى الجزائريين عامة.