أثار مشكل اكتظاظ الأقسام الذي تعاني منه الكثير من المدارس في العاصمة مخاوف وتساؤلات كثيرة في محيط أولياء التلاميذ، الذين عبروا لنا عن سخطهم إزاء هذه الوضعية التي تهدد المستقبل الدراسي لأبنائهم خاصة الطور الثانوي، سيما مع ما هو حاصل في أكثر من منطقة على مستوى المدينة الأولى في البلاد، وأدى إلى اضطرابات شهدتها بعض المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية رفقة أوليائهم ولو كانت قليلة ومقتصرة على بلديات محدودة. وفي جولة استطلاعية ل«السلام” عبر عديد المدارس في العاصمة، لاحظنا تضاعف عدد التلاميذ في كل قسم، حيث قفز معدّل هؤلاء من 35 تلميذا العام الماضي إلى 40 حتى 52 تلميذا في بعض أقسام المدارس، وهي النقطة التي أدت بالأولياء للتدخل العاجل لمطالبة السلطات بوضع حد لوضعية قالوا عنها إنها تبشر بموسم دراسي فاشل. وحسب تصريحات المعنيين، فإنّ المخاوف تتعاظم إزاء إمكانية عدم تمكن أبنائهم من التحصيل الجيد للدروس، وكذلك عدم توفر كل الشروط الضرورية للتعليم في ظل هذه الوضعية، وأفاد هؤلاء أنّ أبناءهم يعيشون في وضع غير معقول، مع تحول الأقسام إلى “بورصات” على حد وصفهم، وليس فضاءات للتعلم والتحصيل العلمي والفهم الجيد وهذا لعدم تمكن البعض منهم حتى من سماع الأستاذ في ظل هتافات أعداد هائلة للتلاميذ، ما زاد أيضا من معاناة المدرسين في التلقين. وعرفت الجزائر تزايدا كبيرا في عدد التلاميذ لهذه السنة، حيث أكدت الوزارة أنها شهدت التحاق 8 ملايين تلميذ من مختلف الأطوار، وهي النقطة السوداء التي خلقت مشكل الاكتظاظ الذي أرجعته الوزارة لالتحاق كوكبتين من تلاميذ المتوسط إلى الثانوي، ما يشكّّل استنادا إلى مصالح بن بابا السبب الرئيسي لتنامي مشكل يطبع الثانويات في عدد من بلديات العاصمة منها الدرارية والمحمدية. وتسارع السلطات خطواتها لإيجاد حل سريع لاحتواء المشكل الذي أدى إلى تذمر الأولياء الذين باتوا في رحلة بحث عن مدارس جديدة لأبنائهم خاصة بالنسبة لطلبة البكالوريا، وفي هذا الصدد يناشد الأولياء الوزارة الجديدة لإيجاد حل صارم بدل سياسة البريكولاج التي تتبعها الوزارة في كل مرة من إلغاء الأقسام التحضيرية في معظم المدارس، بالرغم من أنها ضرورية وكذلك في تحويل بعض المدارس الابتدائية لملحقات ثانوية، وهو الأمر الذي رفضه التلاميذ.