أقبل الكثير من الطلبة الجامعيين على المعرض الدولي للكتاب بقصر المعارض الصنوبر البحري، بغية الإطلاع على آخر الإصدارات الخاصة بالكتب الجامعية في مختلف الاختصاصات، حيث وجدوا من المعرض فرصة للبحث عن كتب تفيدهم خلال مسارهم الدراسي، فيما اختلفت الآراء بشأن الجديد منها وأسعاره. الفضاء المخصّص للمطبوعات الجامعية واحد من الأجنحة التي كانت لها مشاركة فعالة في إطار النشر الجزائري، بدليل تلك الوفود التي لم تستوعبها المساحة المخصصة له. وحسب القائمين على جناح الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، فإن هذا الفضاء عرف تدفقا منذ الأوقات الأولى التي أعقبت افتتاح المعرض، مؤكدين أن الزوار ليسوا فقط من الطلاب الجامعيين، بل حتى الأساتذة الباحثين وعامة الناس ممن لهم اهتمامات مختلفة. وفي هذا السياق تقول بائعة من الجناح أن هذا الإقبال دليل على أهمية الكتاب الجامعي الذي لا يزال يحظى بأهمية عند الطالب الجزائري رغم تعدّد مصادر المعلومات. هذا ولوحظ بالجناح ذاته إقبال على كتب التاريخ والقانون بكثرة، وأرجعه البعض إلى الإصدارات الجديدة في هذين المجالين. وعن سيرورة المبيعات الخاصة بالديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، يقول قائمون على الجناح أنها معتبرة إلى حدّ الساعة وينتظر أن تزيد كلما اقترب موعد اختتام فعاليات المعرض الدولي للكتاب. السلام وخلال زيارتها للجناح كان لها حديث مع بعض الطلبة الذين استحسنوا المطبوعات الجديدة للديوان، ومنهم طالب جامعي جديد في علوم التسيير الذي اقتنى الطبعة الجديدة في علوم التسيير تحت عنوان “مدخل للتسيير أساسيات ووظائف”، وهو متأكد أن هذا الكتاب سيمكنه من استيعاب مبادئ تخصصه، فهو طالب جديد وعليه التمكّن من التخصص الذي سيحدد مستقبله المهني. البحوث والمذكرات وراء كثرة الإقبال طلبة آخرون أكدّوا أن الكتاب الجامعي مهم جدّا في مجال إنجاز البحوث خلال السنة الدراسية، وهو ما جعل من المعرض فرصة سانحة لاقتناء بعض الكتب المفيدة كل حسب مجال تخصصه، خاصة وأنّ أغلب المكتبات التابعة لمختلف الجامعات لا تتوفر سوى على نسخة واحدة أو إثنين من كل عنوان، وهو ما لا يكفي لتغطية احتياجات الطلبة الذين يقضون شهورا في انتظار الحصول على الكتاب الذي يساعدهم في انجاز البحث المطلوب، وأحيانا يكون البحث ناقصا من حيث كمية المعلومات بسبب قلّة عدد الكتب، وفي هذا الصدد يقول أحد الطلبة معلقا على الموضوع: “لا يمكننا اختيار عناوين البحوث إلا بعد الاطلاع على ما تحوز عليه مكتبة الجامعة، فقد جرت العادة أن نختار بحوثا ولكن نتفاجأ بعدم توفر المراجع، فتجدنا نستعين ببعض المعلومات المتوفرة على شبكة الانترنت وهو ما لا ينال رضا كثير من الأساتذة”. إذا كانت البحوث التي تنتظر هي الدافع الذي قاد بعض الطلبة إلى جناح المطبوعات الجامعية، فإن آخرين وجدوها فرصة للبحث عن عناوين من الكتب التي تساعدهم في إنجاز مذكرة التخرج أو حتى لتحضير رسائل الدكتوراه والماجستير. كاميليا طالبة بكلية العلوم الاقتصادية ستناقش مذكرة تخرجها هذه السنة ولها رغبة شديدة في التطرق إلى موضوع في مجال تسيير البنوك، وحتى إن لم تتبلور لديها فكرة بحث التخرج بعد، إلا أنها تغتنم فرصة المعرض من أجل اقتناء كتب ترى أنها تساعدها في اختيار ومعالجة إشكالية بحثية في مجال تخصصها. هذا وتوفر الجناح ذاته على كتب في الإعلام الآلي والهندسة المعمارية، إضافة إلى العلوم الطبية وحتى في العلوم الدقيقة ، التكنولوجيا والإلكترونيات، زيادة على كتب الاقتصاد، التاريخ واللغات الأجنبية التي حظيت هي الأخرى باهتمام كبير من قبل الطلبة أنفسهم، وكل من يريد توسيع حقل معارفه وإضافة مصطلحات لغوية جديدة من مختلف اللغات العالمية لقاموسه. وعن هذه الكتب قال بعض الطلبة أن الإصدارات قليلة جدا، بل تكاد تكون منعدمة في الكثير من التخصصات العلمية وحتى الأدبية. وحسب ما أكد من تعودوا زيارة المعرض الدولي للكتاب وديوان المطبوعات الجامعية خاصة أن ما حملته الرفوف لا يختلف عن السنوات السابقة، وهو ما أكدته طالبة بعلوم الإعلام والاتصال قائلة أن كتب هذا التخصص تعدّ على الأصابع وأغلبها كتب معروفة في الوسط الطلابي. الكتب الدينية الجامعية عرفت هي الأخرى إقبالا على غرار كتاب “الجواب في آيات اليوم الآخر”. أما عن الأسعار فقد اختلفت الآراء بشأنها، فمنهم من يرى أنها ثابتة ولم تتغير عن السنوات الفارطة بخصوص المطبوعات الجامعية، فيما يرى آخرون أنها مرتفعة ولابد أن تنخفض حتى يستفيد منها الطلبة. طلبة آخرون جاؤا من مختلف الولايات لاكتشاف الصالون، وكلهم شغف لمطبوعات جديدة فاستوقفهم جناح المطبوعات الجامعية بما يعرضه، وخلال حديثنا مع بعض الطلبة ممن التقينا بهم بذات الجناح أكدوا أن قراءة الكتاب لها سحر خاص رغم تطور التكنولوجيات، وإن اختلفت الآراء حول الجديد من الكتب والأسعار ولكن يبقى الكتاب خير جليس.