شهد المعرض الدولي للجزائر منذ الساعات الأولى لافتتاحه إقبالا جماهيريا كبيرا على الكتاب، ما ينم على الاهتمام الكبير للقارئ الجزائري بمختلف الإصدارات والعناوين التي شهدها العالم العربي والأوربي.. اكتظت الجمعة الفارط خيمة المركب الأولمبي محمد بوضياف بزوار من مختلف الأجناس والأعمار، التي تسارعت إلى التعرف على أهم الإصدارات الجزائرية على وجه الخصوص، حيث لم يخلو جناح منشورات القصبة والشهاب ووزارة الثقافة، إلى جانب الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية وغيرها من المهتمين بعالم القراءة، غير أن ما أثار انتباهنا خلال جولتنا بالمعرض هو الإقبال الكبير على الكتب الدينية، حيث تتلاحى مسامعنا عند كل جناح نلجه استفسارات حول آخر هذه الإصدارت سواء لكتاب من داخل الجزائر أو خارجها، كما لم يتوان الكثيرون منهم في شراء مختلف العناوين ناهيك عن المصحف الشريف، حيث أثار انتباهنا كثرة الطلب على المصاحف برواية ورش على وجه الخصوص. إلى جانب ذلك كان جناح المملكة العربية السعودية الأكثر إقبالا، وطلبا للكتب الدينية، حيث لم يتسن للعارضين تلبية رغبات الزوار نظر للاكتظاظ الذي عرفه، ما جعلهم يطلبون منهم الالتزام بالهدوء، حتى يتمكنوا من تلبية جميع المطالب، وخلال ذلك تحدث أحد الزوار إلى المشرف على الجناح، معبرا له عن تخوفه من انتهاء ما يبحث عنه، مؤكدا له المشرف أنه حتى وإن حدث ذلك، فإنه سيسعى جاهدا لأن يوفر له ما يبحث عنه حتى وإن تطلب ذلك إعادة إحضارها من المملكة العربية السعودية.. وهو ما جعل زائر آخر يعبر عن مدى الاهتمام الكبير الذي يوليه جناح السعودية للزائر الجزائري رغم الضغوط الناجمة عن الاكتظاظ وكثرة الطلبات. إلى جانب الكتب الدينية حضي جناح الديوان الوطني للخدمات الجامعية باقبال كبير من قبل الطلبة الجامعيين الذين سيجيدون ما يرغبون فيه حيث سعت محافظة المعرض الدولي للكتاب في طبعته ال16 إلى الاهتمام بالكتب الجامعية وتخصيص 70 بالمائة من العناوين للكتب العلمية والتقنية في مختلف دور النشر الجزائرية والعربية والأجنبية، حتى يجد الطالب والمهتم بهذه الاختصاصات ضالته، وكانت وزيرة الثقافة أن الكتب الجامعية ستكون في متناول الطالب، حيث تباع بأسعار منخفضة، وفي هذا الصدد فقد تزينت رفوف الأجنحة بمختلف الإصدارات الخاصة بالقانون والاقتصاد والتجارة وحتى الكتب الخاصة بالإعلام لم تخلو منها رفوف المعرض الذي كان ثريا بإصداراته الأخرى في مختلف الاختصاصات والميادين السياسية والثقافية والفكرية لمختلف دور النشر المشاركة التي وصلت إلى 554 دار من بينها 145 جزائرية موزعة على 400 جناح وهو عدد يتعدى نسبة المشاركة التي عرفها المعرض في السنة الماضية حيث قدرت ب400 دار نشر فقط، وهو ما يعتبر خطوة تحسب لصالح الجزائر قبل كل شيء، حيث أضحت المشاركة تتزايد من سنة لأخرى، وأضحى المعرض الدولي للكتاب يعرف إقبالا منقطع النظير، حيث أن الزوار تجمهروا بكثرة أمسبة الأربعاء التي شهدت افتتاح الصالون، ولم ينتظروا نهاية الأسبوع لزيارته، فلربما هي دليل على أن الجزائري أصبح من المهتمين بالقراءة والمطالعة، والصغير قبل الكبير الذي كان في سباق مع الزمن لزيارة مكتبته الخضراء عله يضفر بقصة تلبي ذوقه وتنمي لديه روح المطالعة..