في تطاول جديد على الجزائر، قال برنار هنري ليفي الفيلسوف الفرنسي ذو الأصول الصهيونية، بأن أقصى ما يتمناه وصول موجة ما سماه ب"الربيع العربي"إلى الجزائر، واعتبر من يسمى "عراب الثورات" أن اعتراف باريس بجرائمها في الجزائر سيكون "خطيئة". وفي رده على أسئلة "السلام" في حصة بثها تلفزيون دبي الليلة قبل الماضية، لم يتردد من صنع الفوضى في ليبيا، عن إبداء رغبته في أن تشهد الجزائر نفس سيناريوهات بعض الدول العربية التي عرفت ربيعها العربي، بقوله "لي فيها كثير من الأصدقاء وأعرف أن بها شبابا عظيما يحلم بالحرية"، معتبرا النظام الجزائري بأنه "نظام بوتفليقة، نظام البيروقراطية الذي يسد الأفواه ويمنع حرية التعبير"، وذهب المتحدث بعيدا بعدما نصب نفسه عرابا لثورات العربية وصديقا للعرب والديمقراطية "هذه معركتي وقد خاطرت بحياتي في سبيل ذلك". وفيما يتعلق بجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر على مدار قرن و32 سنة، أعرب ليفي عن تأييده لاعتراف فرنسا بما ارتكبت في البلاد من جرائم ومن تعذيب على نطاق الدولة كلها طبقا لتعبيره، مذكرا في سياق حديثه بالتصريحات السابقة لجاك شيراك الرئيس الفرنسي السابق الذي اعترف ب"بربرية" ممارسات بلاده على الشعب الجزائري طوال الفترة الممتدة من 1832 إلى1962، منوها "فرنسا لا تعترف بجرائمها في الجزائر وهذا خطأ وشيراك أول من قال أن فرنسا تصرفت ببربرية"، مضيفا "إحدى أهم ثوابت حياتي هي القول بأن لفرنسا جثة في الدولاب ويجب أن تعترف بجرائمها"، مرجعا عدم الاعتراف لكونها "لا تعترف للأسف بكل جرائم ماضيها الاستعماري". كما جدد الفيلسوف والكاتب الفرنسي المثير للجدل دعوة الغرب والمجتمع الدولي إلى التدخل العسكري في سوريا من خلال فرض منطقة حظر جوي، معتبرا ذلك "هدفا نبيلا" ممكن التحقيق ومن شأنه حفظ أرواح المدنيين. مدافعا عن خيار تسليح الثورة السورية، بذريعة أنه ليس هناك بد من ذلك، على اعتبار أن "المشكلة نفسها كانت في البوسنة، وتعين علينا تسليح المدنيين والعائلات لمساعدة أنفسهم"، كاشفا عن تواجد اتصال ببعض الثوار داخل سوريا، وبأن معلومات تصله منهم. وفي موضوع ذي صلة عبر برنار هنري ليفي عن استيائه ممن أسماهم "المغرمين" بنظرية المؤامرة الذين قال "إنهم يروجون لفكرة أني عندما أعمل لصالح سوريا فأنا أعمل لصالح إسرائيل"، ووصفها بالنظرية الغبية التي تستغرب أن أكون فرنسيا يهوديا يناضل بقناعاته من أجل الحرية في البلدان العربية"، وبالمقابل، فسر تواجده في كثير من أماكن الاضطراب والحروب في العالم، بأنه أمر من إرث الثقافة الفرنسية التي يشعر الكتاب الكبار فيها، على غرار جون بول سارتر وزولا، بالمسؤولية عن العالم ويعتقدون أن الحرية التي يتمتعون بها هي أيضا أمر حسن للآخرين". واستبعد ذات المتحدث أن يجر التدخل العسكري ليبيا إلى حالة الاضطراب التي وقعت في عراق ما بعد التدخل الأمريكي، لأن مصطفى عبد الجليل ومحمود جبريل والمجلس الانتقالي الليبي، على حد تعبيره، كانوا تجسيدا للإرادة الشعبية، بينما لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للسلطة التي حكمت العراق في تلك الأثناء.