رغم أن إدارة مهرجان كان السينمائي كانت قد حسمت الشهر الماضي رسميا اختيار الأفلام المتنافسة على السعفة الذهبية للدورة 65 للمهرجان، فإنها قررت بصفة استثنائية عرض فيلم “قسم طبرق” عن أحداث الثورة الليبية لمخرجه الكاتب والفيلسوف الفرنسي المثير للجدل برنار هنري ليفي خارج المنافسة في عرض خاص. وبررت إدارة المهرجان قرارها بعرض الفيلم -الذي صور مخرجه بعض لقطاته في نيويورك ولندن وباريس، ويحكي تفاصيل أحداث الثورة الليبية، التي استمرت على مدى ثمانية أشهر- بأنه يعكس توق الجماهير إلى الحرية وكيف نجحت بإصرارها في تغيير مسار التاريخ في ليبيا. ويعد ليفي -المولود في الجزائر عام 1948 لعائلة يهودية- مفكرا وكاتبا وسينمائيا وفيلسوفا وصحفيا فرنسيا وقد احتل صدارة الأحداث في فرنسا والعالم، خاصة خلال الثورات العربية، حيث ظهر في عدد من بلدان الربيع العربي، وزار مدنا ليبية، ورافق الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يعده من أخلص أصدقائه ومستشاريه. ويرى مثقفون فرنسيون أن مواقف ليفي متضاربة، وقد تعرض لعدة انتقادات. وقد جاء في كتاب “المعرفة الجديدة لبي إتش إل”: تحقيق حول أكبر مثقف فرنسي” لمؤلفيْه جاد ليدغارد وغسافييه دولابورت الصادر مؤخرا،”أنتم على خطأ. بي إتش إل (اختصار برنار هنري ليفي) ليس فيلسوفا، أو مثقفا مؤثرا، أو مناضلا أو صحفيا مهنيا، فالرجل ليس سوى إشهاري من طراز نوعي عالٍ ونجم إعلامي ومؤلف كتب رائجة وصديق أكبر رجال الأعمال والسياسة وبينهم نيكولا ساركوزي”. ويضيف الكاتبان أن ليفي “يعرض ما يطلبه السوق، ويبدع مشهدية وحكواتية هوليودية عالمية ترضي وتسعد وسائل الإعلام وأصحاب النفوذ وصناعَ قرار يحميهم من النقد. وهو يحارب إيرانَ نجاد وسودانَ البشير ويندد بجرائم الحرب ضد سكان دارفور، وهو نفسه الذي يكفر بحقوق المضطهدين حينما يتعلق الأمر بإسرائيل التي يعد ناطقها الرسمي”. يذكر أن فعاليات المهرجان التي تبدأ في 16 مايو/أيار الجاري وتستمر حتى 27 منه، ستفتتح بفيلم “مونرايز كينغدوم” (مملكة بزوغ القمر) للمخرج الأميركي ويس أندرسون، وتشهد مشاركة 22 فيلما في المسابقة الرسمية، ويترأس لجنة تحكيم المهرجان المخرج الإيطالي ناني موريتي، وعضوية المخرجة الفلسطينية هيام عباس. كما تلقي الدورة ال65 من المهرجان نظرة على تداعيات الربيع العربي من خلال فيلم “بعد الموقعة” للمخرج المصري يسري نصر الله، والذي كان يحمل سابقا اسم “ريم ومحمود وفاطمة”. وتدور قصته حول حياة ناشطة سياسية تشارك بأحداث الثورة بميدان التحرير، وتواجه بعد ذلك عدة صعوبات ومشاكل، وهو من بطولة منة شلبي وباسم سمرة وناهد السباعي.