سجلت العديد من أسواق بيع الكباش بولايات الجزائر العاصمة وتيبازة والبليدة وبومرداس، ارتفاعا جنونيا للأسعار قبل أسبوعين من الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، حيث أضحت قيمة المواشي لا تنزل تحت سقف 30 ألف دينار. وفي جولة ميدانية قادت "السلام" عبر أسواق عديد ولايات الوسط، تراوحت أسعار المواشي بين 30 و 60 ألف دينار، وهي لا تتماشى مع القدرة الشرائية لأغلب المواطنين الذين تضرروا كثيرا نظرا لعدم قدرتهم على مسايرة هذا الغلاء، حيث أكد "مهدي. ب" 45 سنة وأب لثلاثة أطفال التقته "السلام" بالسوق الأسبوعي لمدينة بودواو شرق العاصمة، أنه ينتظر آخر الأيام لعل وعسى أسعارها ستعرف انخفاضا. من جهته اعتبر "عبد القادر. ن" 50 سنة أن أسعار هذه السنة ارتفعت بصفة غير طبيعة فالكبش الذي كان ب35 ألف دينار العام الماضي، بلغت قيمته هذا العيد 45 ألف دينار. من جهتهم، أرجع الموالون القادمون من ولايات الهضاب العليا لاسيما الجلفة والمدية سبب غلاء أسعار الأضاحي إلى ارتفاع ثمن الأعلاف، وإلى استغلال بعض التجار المناسبة لكسب المال الوفير -حسب ما شرحه إبراهيم 48 سنة- وهو الذي يملك قطيعا من 120 رأس جاء بها على متن شاحنة "سوناكوم". ويرى المربون أن كثرة الطلب خلال عيد الأضحى تشجع ظهور العديد من المربين الظرفيين الذين لا يمكن الاستهانة بتأثيرهم على السوق. وأفاد إبراهيم الذي يمارس تربية الماشية منذ صغره أن قيمة أسعار الأغنام عادية جدا، وأن السبب الوحيد الذي يجعل الماشية باهظة الثمن هم المضاربون الذين يشترونها بأسعار تترواح ما بين 20 و25 ألف دينار ويحاولون الكسب السريع عن طريق رفع قيمتها بطريقة غير معقولة، واسترسل يقول أن الكيلوغرام الواحد من اللحم قد تعدى بالجزائر العاصمة عتبة 1200 دينار بما يبرر أسعاره. وأمام الغلاء الكبير لأسعار الكباش والخرفان قرر عدد من المواطنين نتيجة محدودية مداخليهم إلى اقتناء الماعز رغم ارتفاع أسعاره هو الآخر إلا أنه يبقى في متناولهم، حيث تراوحت أسعارها بين 12 20 ألف دينار. وقالت السيدة ليندة، أن دخل زوجها المتقاعد لا يساعدهم على شراء أضحية غالية الثمن لذا لجأوا إلى شراء عنزة ب15 آلاف دينار لإحياء سنة الخليل إبراهيم عليه السلام، حيث يلجأ عدد كبير من المواطنين عبر الولايات المجاورة للعاصمة، خصوصا في المناطق الريفية إلى شراء الماعز نتيجة انتشار الفقر لدى فئة واسعة، فالهدف حسب هؤلاء هو إدخال الفرحة على الأبناء بشكل خاص، في وقت يرى فيه بعضهم أن أسعار الماعز لم تعد في متناول "الزوالية" وأنهم مضطرون إلى الاستدانة لشراء أضحية. أما بعض الأشخاص فهم يستحون من شراء الماعز لارتباط عيد الأضحى بالكبش على غرار سليم 32 سنة والذي تزوج منذ أسابيع قليلة، حيث اعترف أنه لم يظن أن الأسعار ستكون ملتهبة إلى هذه الدرجة وانه كان يتوقع أن يقضي أول عيد له مع زوجته بكبشهما إلا أنه سيضطر إلى قضائه مع والده وإخوته. خلافا له فإن عبد المجيد 38 سنة لم يجد أي صعوبة في اقتناء عنزة، قائلا أن همه الوحيد هو إسعاد عائلته بأضحية وانه لا فرق بين لحم الماعز ولحم الكباش "المهم أن يأكل أولادي اللحم ويستمتعوا بالشواء". فيما تقرر بعض العائلات التعاون على شراء الأضحية وإحياء العيد في بيت أهلهم رفقة زوجاتهم وأولادهم، كما أن بعض الأشخاص وجدوا حلا آخر، حيث قال السيد علي 46 سنة أنه اتفق و7 من جيرانه على شراء بقرة، حيث وضع كل واحد منهم ما قيمته 25 ألف دينار بمجموع 150 ألف دينار مما يسمح بنيل حصة معتبرة من اللحوم والزوائد، وهو أحسن حسبه من شراء كبش بهذا السعر، والذي سيكون حتما جد صغير وبغض النظر إلى ما يتم تداوله حول كيفية تسمين الكباش. وتستعد العائلات العاصمية لاستقبال عيد الأضحى باقتناء مختلف المستلزمات وشحن السكاكين وأهم ما يميز هذه المناسبة فرحة الأطفال في الاعتناء بكبش العيد والاستعداد للمنازلات. وتستعد المرأة لتحضير ألذ الأطباق، حيث تعكف النسوة على اقتناء البهارات ذات النوعية الرفيعة إلى جانب الخضر رغم غلاء الأسعار، وهو ما لاحظناه أثناء تجوالنا بسوق علي ملاح، أين كان الإقبال كبيرا على البهارات والخضر وأنواع الفواكه التي تتزين بها مائدة العائلات الجزائرية يوم العيد ولتمكين المواطنين من أداء شعائر عيد الأضحى المبارك في أحسن الظروف، اتخذت السلطات على المستوى المركزي والمحلي جملة من الإجراءات التنظيمية الضرورية من أجل تمكين المواطنين من القيام بواجباتهم الشرعية والاجتماعية في ظل الأمن والسكينة والنظام. وفي هذا الصدد، سطرت المصالح البيطرية حملات تحسيسية لضمان صحة المستهلكين، حيث ستنظم المفتشيات البيطرية خرجات ميدانية لفرق بيطرية متنقلة لمراقبة سلامة الأضاحي عبر نقاط البيع وكذا عبر المذابح البلدية التي ستبقى مفتوحة خلال يوم العيد لتقديم خدمات نحر الأضاحي للمواطنين.أما فيما يخص جانب النظافة فسيتم اتخاذ إجراءات استثنائية يوم العيد تخص تجنيد الوسائل لرفع نفايات الأضاحي من شوارع المدن الكبرى بعد الذبح.