سكيكدة - لوحظ بعديد أسواق بيع الكباش بمدينة سكيكدة عشية الاحتفال بعيد الأضحى المبارك و المرتقب يوم الأحد المقبل ارتفاعا جنونيا للأسعار فضلا عن غياب الأضاحي التي يقل سعرها عن 30 ألف دينار حسب تعبير مشترين. و تتراوح أسعار رؤوس هذا النوع من المواشي بين 30 و 60 ألف دينار و هي لا تتماشى مع القدرة الشرائية لأغلب المواطنين السكيكديين الذين تدمروا كثيرا نظرا لعدم قدرتهم على مسايرة هذا الغلاء حيث أكد محمد الطاهر 45 سنة و أب لثلاثة أطفال التقته وأج بسوق 500 سكن وسط مدينة سكيكدة أنه ينتظر آخر الأيام لعل و عسى أسعارها ستعرف انخفاضا. من جهته اعتبر حسين 50 سنة أن أسعار هذه السنة ارتفعت بصفة غير طبيعة فالكبش الذي كان ب 20 ألف دينار العام الماضي بلغت قيمته هذا العيد 35 ألف دينار. الموالون من جهتهم أرجعوا سبب الغلاء في أسعار الأضاحي إلى ارتفاع ثمن الأعلاف و إلى استغلال بعض التجار المناسبة لكسب المال الوفير حسب ما شرحه إبراهيم 48 سنة و هو الذي يملك قطيعا من 70 رأسا و ينحدر من ولاية الجلفة. و أفاد إبراهيم الذي يمارس تربية الماشية منذ صغره أن قيمة أسعار الأغنام عادية جدا و أن السبب الوحيد الذي يجعل الماشية باهظة الثمن هم المضاربون الذين يشترونها بأسعار بخسة و يحاولون الكسب السريع عن طريق رفع قيمتها بطريقة غير معقولة. و أمام الغلاء الكبير لأسعار الكباش و الخرفان والنعاج لجأ عدد من السكيكديين نتيجة محدودية مداخليهم إلى اقتناء الماعز رغم ارتفاع أسعاره هو الآخر إلا أنه يبقى في متناولهم حيث تراوحت أسعارها بين 9آلاف دينار و13 ألف دينار. وقالت ليلى 55 سنة أن دخل زوجها المتقاعد لا يساعدهم على شراء أضحية غالية الثمن لذا لجأوا إلى شراء عنزة ب10 آلاف دينار لإتمام السنة. و تلجأ بعض العائلات ذات الدخل الضعيف إلى تشترك في شراء كبش لا يتعدى 30 ألف دينار كما هو حال السعيد و أخوه مصطفى كانا بسوق "لاسيا" حيث اتفقا أن يقضيا عيد الأضحى في بيت والدهما رفقة زوجاتهما و أولادهما وأنهم فضلوا الكبش بدل العنزة لأنهما اعتادا شراء الكباش. ويلجأ عدد كبير من المواطنين عبر ولاية سكيكدة خصوصا في المناطق الريفية إلى شراء الماعز نتيجة انتشار الفقر لدى فئة واسعة فالهدف حسب هؤلاء هو إدخال الفرحة على الأبناء بشكل خاص في وقت يرى فيه بعضهم أن أسعار الماعز لم تعد في متناول "الزوالية" وأنهم مضطرون إلى الاستدانة لشراء أضحية. أما بعض الأشخاص فهم يستحون من شراء الماعز لارتباط عيد الأضحى بالكبش على غرار محمد 30 سنة و الذي تزوج منذ أسابيع قليلة حيث اعترف أنه لم يضن أن الأسعار ستكون ملتهبة إلى هذه الدرجة وانه كان يتوقع أن يقضي أول عيد له مع زوجته بكبشهما إلا أنه سيضطر إلى قضائه مع والده و إخوته. خلافا له فإن كمال 38 سنة لم يجد أي صعوبة في اقتناء عنزة قائلا أن همه الوحيد هو إسعاد عائلته بأضحية وانه لا فرق بين لحم الماعز و لحم الكباش "المهم أن يأكل أولادي اللحم ويستمتعوا بالشواء". بعض الأشخاص وجدوا حلا آخر حيث قال زهير 44 سنة أنه اتفق هو و 6 آخرون من جيرانه على شراء بقرة و القيام بما يسميه السكيكديون "بالنفقة" حيث وضع كل واحد منهم ما قيمته 20 ألف دينار و هو أحسن حسبه من شراء كبش بهذا السعر و الذي سيكون حتما جد صغير.