حملة صيد السردين بالشلف سجّلت مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية بالشلف في إطار حملة صيد السردين للموسم الجاري، عدة مخالفات تتعلق بعمليات الصيد العشوائي والتعدي على الثروة السمكية، حسبما علم لدى ذات المصالح. وأوضح المدير المحلي للقطاع، عبد الرحمان عابد ل”وأج” أن مصالحه و في إطار متابعة ومراقبة نشاطات الصيد التي تندرج ضمن حملة صيد سمك السردين، ” قد سجّلت تحرير 14 محضر مخالفة تتعلق بعمليات الصيد العشوائي والتعدي على الثروة السمكية سيما بالنسبة لصغار السمك التي لا يتجاوز طولها 4 سم”. وأبرز عابد في هذا الإطار أن: “القانون واضح في مثل هذه الحالات بحيث تكلف بموجب قرار ولائي جميع المصالح المختصة، بمراقبة عملية الصيد وحجز الكميات المصطادة على اعتبار أنها مضرة بصحة المواطن وكذا الثروة السمكية”. ولفت ذات المسؤول إلى إن عددا من مهنيي القطاع “غير المسؤولين” يقومون باصطياد صغار سمك السردين التي لا يتجاوز طولها 4 سم ومن ثم تسويقها بالأسواق المحلية وهو ما يعد “تدميرا للثروة السمكية وصيدا غير مسؤول وغير قانوني على أساس أن هذا الصنف في مرحلة التفريخ والتبويض”. وتأتي هذه العملية الرقابية في سياق حماية الثروة السمكية لصنف السردين والتي شهدت هذا الموسم تأخر في عملية التفريخ – تتم عادة خلال شهري مارس وأبريل إلى غاية شهر سبتمبر- حيث أرجع السيّد عابد هذه “الطفرة البيولوجية إلى التغيرات المناخية والأحوال الجوية التي شهدتها المنطقة”. ومن المفروض أن يتم الترخيص لعمليات صيد السردين بعد 20 يوما من مرحلة التبويض بحيث يبلغ طوله الحجم التجاري (10 سم فأكثر)، فيما دعت في هذا السياق مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية مهنيي القطاع لاصطياد الأنواع الأخرى المتوفرة بكثرة هذه الأيام، سيما نوعي “الملفا” و”الباكورات” المصنفتين من مفترسات صغار السردين. وتقترح ذات المصالح في إطار محاربة هذه الظاهرة وكذا الممارسات غير المسؤولة لبعض الصيادين الذين وصل بهم الأمر لحد تهريب السردين عبر الشواطئ،”منع من خلال إجراء قانوني استيراد وبيع واستعمال الشباك الموجهة لصيد هذا الصنف والتي تقل أعينها (الشباك) عن 9 ملم”. كما تم موازاة وتعزيز عدد المفتشين وأعوان الرقابة عبر مختلف مرافئ الصيد، القيام بحملات تحسيسية في أوساط الصيادين على أمل القضاء على هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطرا على التوازن الايكولوجي بالمنطقة، مما يهدد حياة أصناف السردين بالساحل الشلفي. واستقت آراء بعض الصيادين بميناء تنس حول هذه الظاهرة التي أثّرت على إنتاج الثروة السمكية هذا الموسم، بحيث سجل “تراجعا” مقارنة بنفس الفترة من الموسم الفارط (4.000 طن خلال التسع أشهر الأولى من سنة 2018 مقابل 2600 طن خلال نفس الفترة من السنة الجارية)، إذ برروا انتشار هذه الظاهرة في أوساطهم بالأعباء الكثيرة التي باتت تثقل كاهلهم مما يفرض عليهم تسويق السمك حتى ولو لم يبلغ الحجم التجاري. أما بالنسبة للبعض الآخر فقد استبشروا بتأخر فترة تبويض سمك السردين وهو ما يعني – حسبهم- ضمان تسويق هذا الصنف إلى غاية شهر فيفري من السنة المقبلة وعدم إحالتهم على البطالة خلال هذه الفترة، داعين نظرائهم لتفادي اصطياد صغار السمك بما يسمح في الأخير بالحفاظ على التوازن الايكولوجي وتسويق للمواطن ثروة سمكية صحية وتتماشى والمقاييس المعمول بها. الجدير بالذكر أن ولاية الشلف سجّلت خلال سنة 2018 إنتاج زهاء 5600 طن من الثروة السمكية عبر الموانئ ومرافئ الصيد، فيما تم خلال التسع الأشهر الأولى من هذه السنة تسجيل إنتاج فقط 2600 طن.