يعيش تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حالة طوارىء داخل أركانه على خلفية تأكد اقتراب موعد التدخل العسكري في مالي وكان عزل بلعور من كتيبة الملثمين أهم ملامحها، حيث يبرر التنظيم الإرهابي هذا التغير بأن أبو العباس لم يلتزم بتعليمات الأمير الوطني عبد المالك دروكدال. ونقل موقع صحراء ميديا المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية بالساحل عن مصدر من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أن عزل أمير كتيبة الملثمين مختار بلمختار «خالد أبو العباس»، المعروف ببلعوار، لا يعدو كونه «إجراءً إدارياً وتنظيمياً» اتخذه أمير التنظيم أبو مصعب عبد الودود دروكدال، مؤكداً أنه «لا ينقص من مكانته كقائد ومجاهد». وكان التنظيم قد أعلن يوم الجمعة الماضي بشكل رسمي عن قرار العزل، حيث أفاد مصدر مقرب من أمير منطقة الصحراء يحيى أبو الهمام أن الأخير أرسل وفداً يحمل رسائل من أمير التنظيم أبو مصعب عبد الودود إلى مجلس شورى الكتيبة، قام بتلاوة القرار أمام المجلس ووزع الرسائل على جنود الكتيبة. وأضاف المصدر أن «سبب عزل الأخ خالد أبو العباس هو عدم التزامه بسياسة التنظيم، وكثرة اجتهاداته المخالفة لتعليمات الإمارة»، مؤكداً أن خالد أبو العباس «أحد أعيان التنظيم والقادة التاريخيين للجهاد عبر مراحله الثلاثة في المغرب الإسلامي»، وفق تعبيره. وأشار في نفس السياق إلى أن اجتهادات مختار بلمختار «التي قد يكون له فيها ما يؤيد وجهة نظره، لا تتناسب مع السياسة العامة للجماعة خاصة في المرحلة الجديدة التي يمر بها المجاهدون في منطقة الصحراء». أما فيما يخص قرار العزل فقال المصدر إن «العهود والمواثيق التي بني عليها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تقضي بأحقية الأمير العام عزل أي أحد من أمرائه، إذا رأى أنه لم يعد يتبع السياسات المتفق عليها، حفاظا على وحدة الصف وتناسق جهود الكتائب المختلفة وعدم تشتتها». وأضاف أنه «إلى الآن يتولى مجلس شورى الكتيبة تسيير شؤونها إلى حين تعيين أمير جديد لكتيبة الملثمين والتي تعد من أقدم كتائب الجهاد في الصحراء الكبرى»، نافياً أن تكون هنالك «أي نزاعات على الزعامات أو انشقاقات كما يحب الأعداء أن يروجوا له»، وفق قوله. وأشار المصدر المقرب من إمارة منطقة الصحراء إلى أن «الأخ خالد ليس أول ولا آخر أمير يعزل»، مؤكداً أنه «لله الحمد ملتزم بقرارات الإمارة من منطلق الوفاء بحقوق الأمير والسمع والطاعة له التي أوجبها الشرع عليه، وهو ما يثبت أن المجاهدين إنما يبذلون جهودهم لخدمة الدين، ولا يبنون لأنفسهم أمجادا شخصية، وكتائبهم ليست ممالك ولا إقطاعات»، على حد تعبيره. واعتبر المصدر أن «الجهاد ماض ومستمر ولن يتأثر بقتل القادة أو عزلهم»، مشيراً إلى «الأخ خالد وإخوانه خرجوا من ملذات الدنيا وباعوا أنفسهم لله ولإعلاء كلمته متحررين من النظرة الشخصية».