عجلت الخلافات التي أضحت تتسم بها قيادة ما يعرف بالقاعدة في الساحل الصحراوي بإيفاد إرهابي لتزعم إمارة الصحراء بعيدا عن الغريمين التقليديين "عبد الحميد أبي زيد" و"الأعور"، واضطر دروكدال لتعيينه على رأس كتائب الساحل رغم الاعتراضات التي أبداها عدد من العناصر التي ترى أنه مقرب من مختار بلمختار ولن يحسن إدارة قضايا الاختطاف التي خطط لها عبيد حمادو. أفادت مصادر إعلامية أن قيادة تنظيم ما يعرف ب "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، قد عينت الجزائري "نبيل أبو علقمة" واسمه الحقيقي نبيل مخلوفي، أميرا للصحراء، خلفا لأميرها السابق يحيى جوادي، مشيرة إلى أن تعيينه تم خلال النصف الأخير من شهر نوفمبر الماضي، حيث أسندت إليه مهمة قيادة جميع الكتائب والسرايا التابعة للتنظيم في الصحراء أو ما يعرف بالمنطقة التاسعة التابعة للتنظيم، مع احتفاظ قادة تلك الكتائب والسرايا بمناصبهم ووضعهم تحت تصرف الأمير الجديد. وتقول التسريبات الأولية، إن قيادة التنظيم اقترحت نبيل أبو علقمة، قبل فترة لتولي قيادة إمارة الصحراء، لكنها واجهت اعتراضات من بعض قادة السرايا والكتائب العاملين في الصحراء والذين يتهمه البعض منهم بالانحياز لأمير الصحراء الأسبق مختار بلمختار، المكنى خالد أبو العباس كما يعتبرون أنه وفد حديثا إلى الصحراء، وأن بين قادتها الأوائل من هم أحق منه بتولي تلك المهمة. ومن المعروف أن نبيل أبو علقمة من نشطاء تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية"، ومن قبلها الجماعة الإسلامية المقاتلة، وقد أوفده أمير "قاعدة المغرب الإسلامي" أبو مصعب عبد الودود (عبد الملك دوركدال) قبل أزيد من ثلاث سنوات إلى الصحراء لمتابعة نشاطات الكتائب التابعة لإمارة الصحراء وتنشيط دورها بعد سنوات من الخلافات بين بعض أمرائها، وقد بدأ أبو علقمة نشاطاته في الصحراء، باعتباره قياديا موفدا من أمير التنظيم ولا يملك أي سلطة على القادة الميدانيين في الصحراء، مع احتفاظ أمراء الكتائب والسرايا بمواقعهم التقليدية، وبعد وصوله إلى الصحراء غادرها أميرها السابق "يحي جوادي" المكنى "يحيى أبو عمار" عائدا إلى الجزائر نهاية 2007 أو بداية 2008، لكنه بقي رسميا أميرا لها، إلى أن تم تعيين "نبيل أبو علقمة" أميرا لها بقرار من أبي مصعب عبد الودود الشهر الماضي. ويعتبر أبو علقمة، ثالث أمير للصحراء، بعد أميرها المؤسس خالد أبو العباس، الملقب ب "لعور" والذي تولى مسؤولية إمارتها أيام "الجماعة الإسلامية المقاتلة"، و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وظل أميرا لها إلى غاية 2006، حينما أوفد "أبو مصعب عبد الودود" رفيقه "يحي جوادي" الذي كان يشغل منصب رئيس اللجنة العسكرية للتنظيم إلى الصحراء، وأسند إليه مهمة قيادة إمارة الصحراء، فيما احتفظ خالد أبو العباس بقيادة كتيبة الملثمين، والتي تضم في معظمها عناصر من قدماء مقاتلي إمارة الصحراء، لكن إمارة يحيى جوادي للصحراء فاقمت من الخلافات الداخلية، خصوصا بينه وبين عبد الحميد أبو زيد من جهة، وبين سلفه خالد أبو العباس من جهة أخرى. وقد استهل نبيل أبو علقمة نشاطاته كأمير للصحراء بعمليتي الاختطاف اللتين نفذهما في شمال مالي يومي 24 و25 نوفمبر؛ حيث استهدفت العملية الأولى اختطاف فرنسيين في بلدة "هومبري" بشمال شرق مالي، فجر يوم الخميس 24 نوفمبر الماضي، بينما استهدفت العملية الثانية اختطاف ثلاثة غربيين هم: بريطاني وهولندي وسويدي، وقتل رابعهم في وسط مدينة تيمكتو بشمال مالي، ظهر يوم الجمعة 29 نوفمبر الماضي. وقد شارك الأمير الجديد للصحراء "نبيل أبو علقمة" في الهجوم الذي نفذه التنظيم على القاعدة العسكرية بمدينة باسكنو شرق موريتانيا في الخامس من جويلية الماضي، وكان يتولى قيادة المجموعة التي كلفت باقتحام القاعدة العسكرية، لكن الهجوم أحبط من طرف القوات الموريتانية التي تصدت للمهاجمين بعد حصولها على معلومات بتحركهم نحو المدينة. وكان نبيل أبو علقمة قد قبض عليه في الجزائر بداية تسعينيات القرن الماضي، لكنه تمكن من الفرار في مارس 1994 فيما عرف حينها بعملية الهروب الكبير، والتحق بعناصر الجماعة الإسلامية المقاتلة في جبال الجزائر قبل أن يشارك في تأسيس ما يعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تحولت لاحقا إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وكان أحد أبرز المقربين من أميرها عبد الملك دروكدال الذي أوفده قبل حوالي ثلاث سنوات إلى إمارة الصحراء في مهمة تنشيط لكتائبها ومحاولة حل الخلافات بين قادتها.