طالبت الأسرة الثورية في الجزائر، بإجراء تحقيق دولي في الجرائم الفرنسية المرتكبة في الجزائر خلال احتلال استمر 132 سنة، وأكد كلا من المجاهد المخضرم الأخضر بورقعة ومحمد القورصو رئيس جمعية 8 ماي 45، على ضرورة تدويل الجرائم الفرنسية في الجزائر وجعلها قضية تعني حقوق الانسان في العالم، داعيا إلى إجراء تحقيق في جرائم فرنسا الاستعمارية بشكل دقيق وموضوعي وشامل حتى يتّم الاعتذار والتعويض، وبمناسبة الذكرى ال51 ليوم الهجرة ومجازر 17 أكتوبر 1961 بباريس، شدّد بورقعة والقورصو على حساسية تعويض أسر الضحايا والمعاقين بسبب التجارب النووية والألغام المطمورة في مختلف جهات الجزائر، كما أهاب الرجلان بالدولة الفرنسية لأن تتحلى بالشجاعة الكاملة ومواجهة الحقيقة، عبر الاعتراف بالجرائم المنظمة التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري، وتقديم اعتذار رسمي، وأكّدا أنه لا يمكن لمسعى إتفاقية الصداقة بين الجزائروفرنسا أن ينجح في ظل تعنت الطرف الفرنسي وإصراره على تجاهل فضائحه وإنكار مسؤولياته.كما استغربت الأسرة الثورية مفارقة القانون الفرنسي الذي يعاقب كل من يناقش إبادة الأرمن، فيما يتجاهل ما تمّ من إبادة منظمّة للشعب الجزائري، وبهذا الشأن، نادى المجاهد المخضرم أحمد محساس، بتكفل فرنسا بآثار التجارب النووية المتكررة التي قامت بها في الجزائر والتكفل بانعكاساتها على المستويين الإنساني والايكولوجي وكذا تقديم خرائط عن ملايين القنابل والألغام المزروعة التي حصدت منذ استقلال الجزائر، في حدود 3180 ضحية. للإشارة، تعرّض الآلاف من الجزائريين لعمليات قتل وحشية منظمة من طرف الشرطة الفرنسية في 17 أكتوبر 1961، بعدما خرجوا إلى شوارع باريس في مظاهرة سلمية منددين بحضر التجول العنصري الذي فرضته السلطات الاستعمارية عليهم، وفي هذا اليوم قامت شرطة باريس بقمع المتظاهرين الجزائريين الذين لبوا نداء فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا وألقت بجثت الكثير منهم في مياه نهر السين الباردة، كما تم إيقاف أكثر من عشرة آلاف شخص وحجزهم لعدة أيام. وبالمقابل صرحت السلطات الفرنسية أنها سجلت سقوط ثلاثة ضحايا دفاعا عن النفس، في حين أن ما جرى مجزرة كبيرة في حق أفراد الشعب في التاريخ المعاصر لأوربا الغربية، وأشرف محمد الشريف عباس وزير المجاهدين أمس، على افتتاح الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني للهجرة المصادف ل17 أكتوبر من كل سنة، وجرت مراسيم الاحتفال بمقبرة الشهداء بالكاليتوس في الجزائر العاصمة. وبعد قراءة الفاتحة والدعاء للشهداء ضحايا القمع الاستعماري في 17 أكتوبر 1961 بفرنسا توجه الوفد الرسمي المكون من السلطات المحلية لولاية الجزائر وعدد من المجاهدين إلى بلدية دالي إبراهيم التي اختيرت هذه السنة لاحتضان فعاليات الاحتفال الرسمي بالحدث. ووقف الحضور ترحما على أرواح شهداء مسيرات 17 أكتوبر بباريس أمام المعلم التذكاري الذي يحمل أسماء شهداء البلدية، أين قدم الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين زرقاوي مصطفى كلمة ترحمية على أرواح شهداء المظاهرة، اعتبر فيها أن هذه المسيرة كانت مصيرية في مسار ثورة نوفمبر المجيدة، وأضاف المتحدث في ذات الصدد أن هذه المظاهرات كانت «الضربة القاضية» ضد المستعمر أكد فيها الشعب الجزائري للسلطات الاستعمارية أنه يريد الحرية والاستقلال أو الشهادة. وبالمناسبة تمت إعادة تسمية العديد من الأحياء ببلدية دالي إبراهيم باسم شهداء ثورة نوفمبر المجيدة، كما كرمت الولاية بالمناسبة العديد من المجاهدين في حفل نظم على شرف عائلات الأسرة الثورية، كما زار الوفد الرسمي المتحف الرياضي للفدرالية الجزائرية لكرة القدم أين اطلعوا على صور تذكارية لفريق جبهة التحرير الوطني.