دخلوا في إضراب مفاجئ عن العمل تنديدا بظروفهم المهنية دخل أمس أساتذة الطور الابتدائي في إضراب عن العمل، وشلوا العديد من المؤسسات التربوية عبر مختلف ربوع الوطن، تنديدا من جهة بظروف العمل التي وصوفها ب “المزرية”، وبعدم التزام وزارة التربية الوطنية، من جهة أخرى بتجسيد وعودها التي قطعتها لهم. الإضراب المفاجئ للمعنيين، جاء استجابة لنداءات تم تداولها في الأيام الأخيرة على نطاق واسع بمواقع التواصل الإجتماعي، بعيدا عن كنف أي من نقابات القطاع. هذا ونظم العشرات من أساتذة الابتدائي، بداية من الساعة العاشرة لصباح أمس وقفة إحتجاجية أمام ملحقة وزارة التربية بالعناصر في العاصمة، لمطالبة الوزارة الوصية بالإستجابة لمطالبهم المهنية المرفوعة منذ الإثنين الماضي. كما انتفضت هذه الفئة من الأساتذة أمس ضد الأوضاع المتردية التي يعيشونها على غرار انعدام ظروف العمل المناسبة على غرار غياب أبسط الوسائل التعليمية في المدارس، مشكل اكتظاظ الأقسام والحجم الساعي الذي يتجاوز 28 ساعة أسبوعيا، ناهيك عن المهام الإضافية الموكلة لهم أبرزها حراسة الساحة والمطعم، مع تدريس كل المواد. للإشارة أعلنت وزارة التربية الوطنية، مؤخرا عن فتح تحقيق في مثل هذه النداءات التي وصفتها ب “المشبوهة”، وحذرت من تبعات الانسياق وراءها. جدير بالذكر أن مطالب أساتذة الابتدائي تتمحور أساسا حول رفع الإجحاف عنهم فيما يتعلق بالتصنيف، منتقدين في هذا الصدد وبشدة رفض الحكومة تطبيق المرسوم الرئاسي 14/ 266 المؤرخ في 28/ 09/ 2014 المتعلق بإعادة تصنيف حاملي شهادتي الدراسات الجامعية التطبيقية والليسانس (كلاسيكي وLMD)، رغم مرور أكثر من 5 سنوات على صدوره في الجريدة الرسمية. “الكناباست” تتبرأ من خرجتهم و”أسانتيو” تعلن دعمها لهم في السياق ذاته، أكد مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام في المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار “كناباست”، بأن إضراب أساتذة التعليم الإبتدائي، سبقته دعوات في مواقع التواصل الإجتماعي ولم تتبناه نقابات القطاع، مبرزا في تصريحات صحفية أدلى بها أمس، أن نقابته ليست ضد أي حركة إحتجاجية أو عمل نقابي شريطة أن يكون ضمن الأطر القانونية المعمول بها في بلادنا، وقال في هذا الصدد “العمل النقابي له أصوله لهذا لا يمكننا أن نتبنى أي إضراب”. في المقابل أكدت النقابة الوطنية لعمال التربية “أسانتيو”، دعمها لأساتذة الطور الابتدائي، وأكدت في بيان لها اطلعت عليه “السلام”، أنها ألحت مرارا في المحاضر المشتركة مع وزارة التربية الوطنية، بضرورة تطبيق المرسوم الخاص بإعادة تصنيف هذه الفئة من الأساتذة في أقرب وقت، غير أن ذلك لم يجد نفعا ولم يأت بنتائج إيجابية، رغم التزام الوزارة – يضيف المصدر ذاته – خلال جلسة عمل يوم 17 نوفمبر 2014 مع “الأسانتيو” بإدماج أساتذة المدرسة الابتدائية الحاصلين على شهادة ليسانس في الاختصاص أو في غير الاختصاص في رتبة أستاذ رئيسي للمدرسة الابتدائية صنف 12، مع الاحتفاظ بحقهم في رتبة أستاذ مكون لمن يتوفر فيهم شرط الأقدمية.