منذ شهر جوان الماضي تم عبر مختلف هياكل الصحة المنتشرة بعديد ولايات شرق البلاد تسجيل ما لا يقل عن 435 حالة لالتهاب السحايا وذلك منذ شهر جوان الماضي إلى غاية اليوم”، حسب البروفيسور جمال زوغيلاش المختص في علم الأوبئة ومدير المرصد الجهوي للصحة. وأكد ذات المختص في ندوة صحفية بمقر مديرية الصحة والسكان لقسنطينة أن حالات التهاب السحايا الفيروسي التي بلغت ذروتها خلال شهر جويلية الماضي تم إحصاؤها على مستوى 14 ولاية بشرق البلاد على غرار سطيف وجيجل وباتنة موضحا بأنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة خلال نفس الفترة. واستنادا للبروفيسور زوغيلاش فإن حوالي 38 بالمائة من المرضى المصابين تتراوح أعمارهم بين أقل من شهرين إلى 14 سنة مضيفا بأن أزيد من 90 بالمائة من المرضى المصابين تم نقلهم إلى المستشفيات ولم تظهر عليهم أية مضاعفات. وفي هذا الصدد ركز مدير المرصد الجهوي للصحة على أهمية تدعيم وتعزيز نظام للوقاية من هذا الوباء وإعادة النظر الاستراتيجية الحالية في مجال الوقاية حيث أثار في هذا السياق مشكلة تعدد القطاعات وعدم التنسيق فيما بينها. وفيما يتعلق بأسباب التهاب السحايا أوضح البروفيسور زوغيلاش أن التحاليل جارية حاليا على مستوى معهد باستور بالجزائر العاصمة من أجل تحديد طبيعة الفيروس المسبب لهذا المرض الذي تبقى الوقاية منه أساسية من خلال احترام قواعد النظافة وغسل اليدين بشكل متكرر . من جهتها سجلت مصالح مديرية الصحة والسكان لقسنطينة على مستوى الولاية 38 حالة لالتهاب السحايا منذ مطلع يناير الأخير إلى الآن منها 21 حالة خلال سبتمبر الماضي و6 حالات منذ أكتوبر الجاري حسب ما أوضحته الدكتورة فهيمة صغيرو مسؤولة مصلحة الوقاية بمديرية الصحة. واشارت ذات المسؤولة في هذا الصدد إلى أن هذه الحالات تم إدخالها المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة من أجل تحديد ما إذا كان التهاب السحايا فيروسي أو بكتيري موضحة أنه لا توجد أي حالة حتى الآن استدعت تحقيق وبائي أفضى إلى تلقيح محيط أسرة المريض بشكل خاص. وحسب ذات الممارسة فإن التهاب السحايا ليس خطيرا على المرضى ولا يتطلب علاجا بالمضادات الحيوية بصرف النظر عن مراقبة الأعراض . من ناحيته نفى المدير المحلي للصحة العيد بن خديم وجود وباء التهاب السحايا في قسنطينة أو على الأقل حالة التهاب السحايا الوبائي أي التهاب السحايا بالمكورات السحائية المعروف بخطورته ومضاعفاته التي يمكن تؤدي إلى العمى والصمم. وأشاد ذات المسؤول في هذا السياق ب”مجهودات المراقبة والوقاية من طرف مصالحه من أجل مكافحة بعض الأمراض مثل الأمراض المنتقلة عن طريق المياه وداء الكلب الذي لم تسجل أي حالة منه بقسنطينة خلال سنة 2019″.