الموجة بدأت منذ حوالي 3 أسابيع ومسّت الأطفال وكبار السن سجّلت مصالح الأمراض المعدية، عبر مختلف ولايات الوطن، عشرات الحالات التي تعاني من الإصابة بالتهاب السحايا الموسمية، حيث بلغ معدل الحالات المتوافدة يوميا على المستشفيات قرابة 15 حالة. وعرفت مصالح طب الأطفال والأمراض المعدية، توافد عدد كبير من المرضى من حديثي الولادة والأطفال، باعتبارها الحالات الأكثر عرضة لالتهاب السحايا الموسمي، حيث عرف عدد الإصابات ارتفاعا كبيرا، مقارنة بما تم تسجيله خلال نفس الفترة من السنة الماضية، خصوصا وأنّ عدد الإصابات يزيد مع دخول فصل الصيف. من جهته، أكّد البروفيسور إسماعيل مصباح، مدير الوقاية على مستوى وزارة الصحة، أنّ الحالات المسجلة قد تكون فيروسية، مشيرا إلى أن المصالح الصحية ستحقق في القضية لمعرفة سبب الإصابات. وعلى صعيد متصل، أمرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، كافة مديري الصحة ومديري المستشفيات، بضرورة التبليغ عن أية حالة مشتبه فيها بالتهاب السحايا، مشددة على ضرورة توفير الرقابة الطبية، لجميع الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات، والذين يعانون من أعراض التهاب السحايا أو التهاب السحايا الدماغي الفيروسي، وكل من تبلغ أعمارهم 5 سنوات فما فوق. وشددت الوزارة على إجراء الفحوصات بشكل عاجل للمشتبه بهم، والتي تجرى حصريا في معهد باستور. من جهته، أكد الدكتور الهادي نعمان، متخصص في الأمراض المعدية والأوبئة، في اتصال مع «النهار»، أن التهاب السحايا ليس خطيرا إذا كان من النوع البكتيري، إلا أنه سريع الانتشار، ويمكنه أن يتحول إلى أمراض خطيرة إذا لم يسارع المصاب للعلاج، والتوجه إلى المصالح المختصة في الأمراض المعدية، ولا يكتفي بالعلاجات الطبيعية وبعض الأدوية التي لا تنفعه ولا تضره. وقال الدكتور إن الأعراض التي تظهر على المصاب بالتهاب السحايا تشمل الحمى ووجع الرأس والقيء، وينتقل للمحيطين عبر استنشاق بعض الهواء من فم المريض، إلا أنه ليس خطيرا، إذ يكفي أخذ حقنة في ظهره لاستخراج الماء ثم وضعه تحت العلاج والمراقبة لمدة ثمانية أيام كاملة ليستعيد عافيته. أمّا التهاب السحايا الفيروسي فهو أخطر قليلا وهو ينقسم إلى ثلاثة أنواع، وهذه الأنواع قد تسبب الكثير من المضاعفات، إذا لم يبادر المصاب إلى المعالجة في وقت مبكر، فقد يصاب بالعمى أو يفقد أحد حواسه أو التعرض لحالة الشلل.