أكد موسى بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بأن اللجنة الوطنية للتدفق السريع والأكثر سرعة، أو ما يصطلح على تسميته عالميا ب"النطاق العريض" ستباشر مهامها في غضون الأيام القادمة، حيث ستأخذ بعين الاعتبار التوصيات التي تمخض عنها لقاء أمس الذي جمع إطارات وكوادر عديد القطاعات الحكومية. وأوضح بن حمادي في تصريحات صحفية على هامش عرض أعضاء اللجنة لخطة عمل اللجنة الوطنية التي أنشئت بمقتضى قرار مجلس الوزراء المنعقد في18 ديسمبر 2011، بأنها ستعمل على استبدال الألياف النحاسية للهواتف الثابتة بالألياف البصرية من أجل ضمان التدفق السريع للأنترنت التي ستشمل كبداية لها العمارات والمناطق الصناعية والنشاطات تدرجيا إلى غاية القضاء على الألياف النحاسية، مشيرا إلى أن مخطط عملها سيستمر إلى غاية 2025. وأضاف الوزير "نشاط هذه اللجنة يدخل ضمن الصلاحيات التي منحتها لها الحكومة"، مردفا "أسجل بارتياح تأكيد ضرورة السير بهذا المخطط نحو إنجاحه ضمن مخطط العمل للحكومة الذي تمت الموافقة عليه مؤخرا من طرف البرلمان"، في إشارة منه إلى أن مجلس الوزراء أعطى هذه اللجنة كل الصلاحيات لتقديم الجانب المالي والتنسيق بين كل القطاعات التي يمكن أن تقدم لإنجاز هذا المشروع الضخم على حد وصفه. وبشأن تسعيرة الأنترنت العالية التدفق أفاد المسؤول الأول بوزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بأن الدولة حريصة على أن يستفيد منها الجميع، وبالخصوص الشباب الذين يمثلون السواد الأعظم من الكثافة السكانية في البلاد، حيث سيتكفل المتعاملون بحسب موسى بن حمادي بمعية الدولة على تخفيض سعرها. مشددا على ضرورة مرافقة اللجنة الوطنية ل"التدفق السريع" بتدابير قانونية وتشريعية من شأنها تنظيم عمل هياكل "المولود الجديد" القطاعي الذي تشترك فيه خمسة قطاعات بصفة مباشرة، على غرار وزارة النقل والاتصال والأشغال العمومية والطاقة وكذا الداخلية. وأشار بن حمادي إلى أن الاتحاد الدولي للاتصالات صنف النطاق العريض ضمن حق الإنسان إلى جانب الماء والطاقة والصحة والتربية، واصفا النطاق العريض بالرهان الكبير الذي يتوقف عليه اليوم مسار الجزائر الالكترونية، يليه الرهان على كسب معركة التقليص للفجوة الرقمية وفك العزلة التكنولوجية والانتقال إلى نمط المجتمعات المعلوماتية التي ارتفعت بها نسب البث الفضائي التلفزيوني، مبرزا حرصه واهتمامه بالشاب الجزائري الذي سيزدهر بمنظوره سوقه المستوعب للتكنولوجيا في حالة تطور النطاق العريض الذي يستلزم فتح الأبواب لهم للاستفادة من المضامين الرقمية السليمة والمرخصة لهم قانونيا، بما يجعلهم يتجهون نحو الخلق والإبداع وروح المبادرة والخوض في الأسواق بروح تنافسية واحترافية وعزيمة.