عرض الرسام بومدين حيرش 20 لوحة فنية تتناول أهم المحطات التاريخية التي ميزت مقاومة الأمير عبد القادر للمستعمر الفرنسي، جاء المعرض الذي احتضنته مدينة وهران تزامنا مع الاحتفالات بذكرى الفاتح نوفمبر. يخلد حيرش الذي يعتبره النقاد الفنيون أحد أعمدة الفن التشكيلي بوهران والذي تألق بفضل عصاميته وحبه لفنه، والمعروف بإعجابه الشديد بشخصية الأمير عبد القادر، من خلال أعماله الفنية المعروضة بورشته بمناسبة إحياء الذكرى ال 58 لاندلاع الثورة التحريرية المسيرة الذاتية والثقافية والدينية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ومختلف الأحداث التاريخية التي عرفتها مقاومة الأمير في دحر الاستعمار.وقد اعتبر الفنان أن هذه المجموعة الإبداعية التي يعود تاريخ انجاز البعض منها إلى زهاء ال 20 سنة وقال عنها: "هي نافذة تؤرخ لأعظم مقاومة شعبية قادها الأمير عبد القادر وتعتبر عن نظرة فنان جزائري لأحداث مميزة في تاريخ المقاومات الشعبية التي عرفها العالم قبل حرب التحرير الوطني". ويتضمن هذا المعرض مجموعة من اللوحات الفنية التي جاءت في شكل "بورتريهات" للأمير عبد القادر تبرز مراحل نشأته وتكوينه الديني وإنجازاته وحنكته السياسية والعسكرية وكذا أناقته التي تعكس الهوية الجزائرية الأصيلة وشخصيته الفذة وملامح وجهه القوية التي تعبر عن عزيمةالجزائريين وبسالتهم في مقاومة الاستعمار الفرنسي. ومن ناحية أخرى، خصص بومدين حيرش الذي تكون في مدرسة الفنون الجميلة بمدينة وهران سنة 1952 لوحة لمبايعة الأمير عبد القادر الأولى عند شجرة الدردار بغريس في مدينة معسكر منذ 180 سنة والتي أصبحت موقعا تاريخيا ومهما للمؤرخين والطلبة حيث تعرف زيارات لشخصيات وطنية وأجنبية وبأصباغ ترابية تحاكي لون التربة الذي يرمز إلى التشبث بجذور الأرض، وأبى الفنان إلا أن يشكل من تموجات الأصباغ واضطراباتالفرشاة لوحات ذات حجم كبير تؤرخ لأشهر المعارك التي قادها الأمير ضد المحتل منها معركة "المقطع" الشهيرة التي دارت رحاها في 1835 وسيدي إبراهيم العام 1845 و"خنق النطاح" الثانية سنة 1832 واستطاع الفنان حيرش بومدين البالغ من العمر 76 سنة الذي استعان في إنجاز أعماله الفنية بالمصادر التاريخية تصوير وقائع هذه المعارك التي تعد "ملحمات" بدقة متناهية، ليترجم تلك البطولات على سطح لوحات جامدة تجعلها الألوان أكثر حيوية تسرد قصص أمجاد الجزائر - كما أشار إلى ذلك أحد المختصين في الفن التشكيلي، وتتوسط هذه اللوحات الفنية التي تزدان بها جدران ورشته لوحة كبيرة عبارة عن جدارية صغيرة تصور الأمير عبد القادر محاطا بجمع من المسيحيين وهم يشيدون بدوره الإنساني والنبيل لإنقاذ المسيحيين في سوريا سنة 1860.