يتواصل المعرض الذي يحتضنه المتحف الوطني “أحمد زبانا “ بوهران تزامنا مع الاحتفالات الوطنية المخلّدة لخمسينية الاستقلال إلى غاية نهاية الشهر الجاري، والذي يضمّ الأسلحة الخفيفة التي كان يستعملها المجاهدون إبّان الثورة التحريرية بالولاية الخامسة التاريخية، إلى جانب معرض آخر يخلّد المناسبة نفسها للفنان التشكيلي صالح حيون. من بين الأسلحة المعروضة خناجر ومسدسات ورشاشات وذخائر استعملها المجاهدون أثناء جهادهم، كما اشتمل المعرض على صور للشهداء كالعربي بن مهيدي وشهيد المقصلة أحمد زبانة تمثّلت في لوحة زيتية للرسّام حيرش بغداد، بالإضافة إلى عرض ملابس ارتداها جنود الثورة، ومقالات صحفية صدرت آنذاك عبر العديد من الصحف التي تناولت مقالات عن المجازر في حقّ الجزائريين وعن العمليات الفدائية للثوّار الذين ضحّوا بالنفس والنفيس من أجل أن يبقى هذا الوطن حرّا أبيّا . كما ضمّت أروقة ورفوف المتحف مصحفا شريفا كان المجاهدون يتزوّدون من خلاله بالإيمان والصلاة والصبر، وإلى جانب معرض الأسلحة عرضت رسالة كتبت بخطّ يد الشهيد أحمد زبانة بعثها إلى أمّه مودعا فيها أهله وذاكرا أنّ الموت في سبيل اللّه خلود أبدي. في نفس الإطار، يتواصل الى غاية الواحد والثلاثين من الشهر الحالي معرض الفنان التشكيلي والنحّات صالح حيون يشتمل على عيّنة ثرية تحوي ثلاثين لوحة فنية انتقاها الفنان بنفسه وهي من بين أجمل أعماله لتكون مناسبة وفي مستوى الذكرى العظيمة والعزيزة التي يعيشها الشعب الجزائري المتمثّلة في عيد الاستقلال. وستسمح هذه التظاهرة للجمهور من سكان وهران والمارين بها ولمحبي الفنون التشكيلية، بإعادة اكتشاف موهبة الفنان من خلال إبداعاته التي تشمل بورتريهات للشهداء الأبرار، وكذا أخرى تخصّ الأمير عبد القادر وهو يقاوم جيش الاحتلال الفرنسي خلال المعركة المشهورة لسيدي إبراهيم، التي دارت رحاها في شهر سبتمبر 1845، كما تعرض أيضا أعمال أنجزت وفق نمط تعبيري لفائدة الزوّار الذين استهوتهم الأضواء والألوان المتباينة التي تتراوح بين الداكنة والدافئة المعتمدة من طرف الفنان صالح حيون لإبراز مفاهيم السلم والحرية. للإشارة، سيصدر قريبا لهذا الفنان التشكيلي الذي حاز العديد من الجوائز على المستوي الوطني والدولي والبالغ من العمر 73 سنة، كتاب جديد مخصّص لحي القصبة بدعم من وزارة الثقافة. ويجدر الذكر، أنّ الفنان التشكيلي صالح حيون له مسار حافل وهو الذي انضمّ إلى مدرسة الفنون الجميلة بشارع البحارة وعمره لم يتعد السنة الثانية عشرة، ثم زاول دراسته بشكل حر بين سنتي 1956 و1963 بمدرسة الفنون الجميلة بمدينة ليموج بفرنسا واحتك بكبريات الورشات الفنية بالعاصمة الفرنسية باريس، عاد إلى أرض الوطن سنة 1963 حيث التحق بمدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة واشتغل بالموازاة مع ذلك بالمطبعة التابعة للبنك المركزي، في سنة 1998 أشرف على ورشة الكتاب ببلكور بالعاصمة. أقام الفنان صالح حيون العديد من المعارض الفنية منذ سنة 1963، كما له مشاركات في العديد من التظاهرات الفنية التي قادته إلى داخل وخارج الوطن تحصّل نظيرها على العديد من الجوائز من بينها الجائزة الكبرى في الرسم سنة 1983، الجائزة الثانية سنة 1985، وحاز الفنان والنحات صالح حيون أيضا سنة 1998 على الجائزة الموسومة ب «ذاكرة المرأة « للتضامن الوطني والعائلة. وكرّم هذا الفنان الذي زاوج بين العصامية والتعليم واستطاع أن يجعل لنفسه بصمة في الفن التشكيلي الجزائري بالمتحف الوطني «أحمد زبانة»، من قبل جمعيات فنية تشكيلية نشطة بوهران، على غرار جمعية «حضارة العين»، جمعية «غمزة» وجمعية الفنانين التشكيليين المعاصرين بوهران.