"نوميديا نيوز قناة أجنبية بملامح سياسية جزائرية" أكد أن "نوميديا نيوز" ليست سوى قناة أجنبية فتحت مكتبا لها بالجزائر، وقال أن تجربة الوكالة الإخبارية التي خاضتها "نوميديا" المستهلة كجريدة الكترونية لم تكن سوى خطوة للوصول إلى الهدف الأساسي بإنشاء قناة إخبارية، كما لم ينف تراجع المادة الإعلامية للوكالة بعد الشروع في البث التجريبي ، مؤكدا أن كل طاقاتها تحولت إلى القناة التي أصبحت موردها الإخباري في تبادل عكسي للمعلومات.. إنه سامر رياض، المدير العام لقناة "نوميديا نيوز" ووكالتها للأخبار، التقته "السلام" فكانت لها معه هذه الدردشة. حدثنا عن تجربة نوميديا كوكالة إخبارية خاصة؟ تجربة الوكالة كانت في الأول فكرة لإنشاء جريدة الكترونية تعمل على الطريقة التي تتعامل بها الوكالات وحتى نعطيها هذا الطابع الخاص حاولنا وضع شبكة مراسلين، وأنشأنا أول المكاتب التابعة لنا في كل من فلسطين، واشنطن، وجنيف، وواصلنا توسيع شبكتنا لتصل اليوم إلى النشاط على مستوى 34 دولة، تنقسم إلى مكاتب إقليمية على غرار مكتب المشرق الأقصى ببغداد وما يتبعه في كل من سوريا والأردن، مكتب الشرق الأوسط بفلسطين تتبعه لبنان ومصر، مكتب المغرب العربي في الجزائر ويضم كل من ليبيا، تونس، المغرب، موريتانيا، والصحراء الغربية، مكتب فرعي بأمريكا في واشنطن وآخر في بريطانيا ومكتب فرعي في أوروبا الوسطى ببروكسل معتمد من البرلمان الأوروبي يعمل بالتنسيق مع مكتب فيينا وجونيف المعتمد من داخل الأممالمتحدة، ومكتب باريس ولدينا مكتب فرعي في ريو دي جانيرو تابع لمكتب فيينا... ما هي الإضافات التي جاءت بها هذه الوكالة ؟ أنها تغطي الحدث دون الحاجة إلى النقل عن الوكالات العالمية الأخرى وأن نكون حاضرين في قلب الحدث وداخل الأممالمتحدة مثلا دون الحاجة إلى انتظار المعلومة، إلى جانب السرعة في المعلومة وأحيانا امتلاك الخبر الحصري من خلال الحوارات، الأمر المتاح لنا. لماذا تم اعتماد وكالة نوميديا للأخبار إلى جانب كبريات وسائل الإعلام؟ السؤال يكمن هنا، قدمنا ملفا كأي مؤسسة إعلامية، تمت دراسته وتابعوا عملنا الإعلامي للتعرف على كيفية العمل ومن ثمة مُنحنا الاعتماد لأنهم رأوا أننا نتمتع بسمعة طيبة ومهنية كما أننا نملك نوعا من الحياد والموضوعية النسبية، حيث تعمل شبكة مراسلينا بالتنسيق بين المكاتب، ولدى تأسيس هذه المكاتب طمحنا في وضع اللبنة الأساسية لإنشاء قناة تلفزيونية، رأينا أن شبكة المراسلين تنشط وبالتالي انتقلنا إلى تجسيد فكرة "القناة" حيث كنا على علم بأن الانفتاح الإعلامي قادم، قمنا بالتحضيرات أو دعينا نقول بشبه "كاستينغ" لتكوين فريق العمل الملائم. كيف تفسر إنشاء قناة فضائية في بلد لم يمنح قانونه ترخيصا بالأمر بعد؟ "نوميديا نيوز" قناة أجنبية بملامح سياسية جزائرية لها مكتب فقط في الجزائر حالها حال القنوات الإخبارية في مختلف أنحاء العالم، وبالتالي سجلها التجاري وأوراق اعتمادها في الخارج، وتنشط على مستوى مكاتبها في داخل الدول. يُلمس نوع من التحايل على القانون في هذا الجانب، ما تعليقك؟ القول بأن نوميديا قناة جزائرية أمر لا يلزم إلا من يقوله ، لأنها في الحقيقة قناة أجنبية رغم أن ملاكها جزائريون، لها ثلاث مقرات بكل من واشنطن سويسرا، حيث طلبت اعتماد مكتب لدى السلطات المحلية مثله مثل غيره عبر مختلف الدول التي تنشط على مستواها، والأمر ذاته بالنسبة للقنوات الأخرى..ليس هناك تحايل قانوني فهو مجرد مكتب يضم صحفيان ومصوران معتمدين محليا. وإذا ما تم منح الترخيص القانوني لإنشاء القنوات الخاصة في الجزائر؟ لمّا يصدر القانون إن شاء الله سنطلب ككل من سيطلب ترخيصا، ونحول مكتبنا إلى مقر قناة نوميديا نيوز. بعد نقوم بإنشاء شركة أخرى ، سنعمل بما تسمح به القوانين طبعا . حدثني عن خط القناة الإعلامي؟ هناك احتكار للساحة الإعلامية من قبل بعض الجهات ما جعلنا نتساءل بأي حق يوجه هذا المحتكر الرسالة التي يريدها هو وبالصفة التي يراها إلينا، وبأي حق يكون على رأس العملية الإعلامية وخصوصا أن الجزائر تحوي كفاءات تبرز في تميز مثل هذه القنوات، فلماذا لا نخوض تجربة مماثلة قد تنجح وقد تعرف مصيرا معاكسا، غير أن الأكيد أنها تبقى مبادرة ينطبق عليها الحديث القائل "من اجتهد وأصاب له أجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد". لإثبات نفسها وسط ما تعرفه الساحة الإعلامية من منافسة على ماذا تراهن قناتكم؟ نحن نعمل على المستوى الدولي، وسأحاول الإجابة من خلال إيراد مثال حيث أننا إذا ما تمعنا في أحداث الربيع العربي وطريقة تغطية بعض القنوات لحيثياته، نجد أنهم لم يتناولوها من بعض الزوايا التي نجدها مهمة، وبالتالي تحاول نوميديا البحث عن الخلفية التي لم يتناولها الآخر والبحث عمن يقف وراءه، لن أنساق وراء ما يروج من رسائل وأغطي أحداثه على أنه حقيقة بل أبحث عمن يقف وراءه كالوثائقي الذي نبثه عن الربيع الأوروبي من خلال الأحداث الكتالونية، ونتحدث عن الفقر في أثينا بدل العالم العربي فقط، أجد بأن القنوات العربية تركز على الفقر الذي يسم وجه العالم العربي، بينما يختفي وجهه الجميل على شاشاتها، يحاول الغرب التسويق لأجمل الصور عن عالمه بينما لا نسوق إلا الصور المشوهة عن عالمنا العربي. إذن استراتيجيا كيف تعمل؟ نسعى لإعطاء المعلومة بدون تحريف وبما أن السائد هو تسويق المعلومة حسب مصالح دول وجهات معينة فنحن نحاول إعطاءها دون أن تخضع لمعادلة المصالح، وبالتالي أقول أن هدفنا إعطاء المعلومة دون تحريف وإبراز الوجه الحقيقي للعالم العربي، إلى جانب البحث عن المعلومة الدولية التي يراد إخفاؤها وإبراز حيثياتها. تعطي نوميديا الطابع الدولي للخبر ألا تعتقدون أن هذا يجعلها بعيدة عن الخبر الوطني ما يكسبها طابع الوكالة أكثر من القناة؟ الخبر الدولي يعرف احتكارا من بعض القنوات ما يلزم بتلقينا المعلومة التي يريدونها، وهنا تحاول نوميديا إظهار ما يحاولون إخفاءه، فكل ما هو حدث جزائري له بعد دولي بتأثيره سواء على دول الجوار أو العالم ككل نغطيه، أما الشأن الداخلي فهناك من يأخذ هذه المسؤولية على عاتقه ويتكفل به وفيه الكفاية، لما يكون هناك تشبع في مجال وجب اختيار المجال الذي لم يتم الخوض فيه بعد، من هذا الباب وما دمنا نتمتع بشبكة مراسلين علينا استغلالها واستثمارها للتفرد. هل لديكم تفسير للتراجع الذي تشهده المادة الإعلامية للوكالة بمجرد ظهور القناة إلى الوجود؟ هذا صحيح لأن كل الوكالة تحولت إلى القناة. ما مصير الوكالة إذن؟ لقد بقيت مجموعة تشرف عليها، وكل ما كان ينشر في الوكالة سيبث في القناة وبالتالي ستأخذ الوكالة عن القناة أي يتحول التبادل إلى شكل عكسي حيث تصبح القناة مورد الوكالة الإخباري، بما أن هدفنا الأول من خلال إنشائها هو الوصول إلى القناة. خوض مشاريع مماثلة مكلف ماديا، هل قمتم بدراسة جادة تمويليا لاستمرار المشروع؟ إسرائيل اختارت فلسطين للاستقرار على ترابها، رغم فقرها من ناحية الثروات لتتحول اليوم إلى أقوى الدول عالميا، وبالتالي فمصدر المال ليس الثروات، إنما الذكي من يستثمر دون رأس مال، صحيح أن المشروع يتطلب أموالا، لكن ليس بالدرجة التي يتصورها البعض. وإذا عدنا للدراسة؟ أي مشروع مهما كان مجاله يجب أن يعتمد على دراسة أولية، ونوميديا وضعت أول دراسة لإنشاء قناتها مع فريق عمل في بريطانيا شهر فيفري الماضي وأخرى في أفريل وثالثة أتت من الشرق الأقصى خلال شهر رمضان المنصرم، اطلعنا على الدراسات الثلاثة وأخذنا الأفضل في كل منها لنخرج بواحدة خاصة بنا، وضعنا الأفضل ماديا وتقنيا فيها بالاعتبار لنطبقها بنجاح وذكاء على أرض الواقع.. وكأي مشروع نتمنى أن يتجاوز العراقيل التي قد تعترض طريقة لكنني لا أجزم بنجاحه المطلق حيث أنه مؤهل للنجاح والاستمرار بقدر الفشل والتوقف. هل لنا بفكرة عن الشبكة البرامجية لقناة نوميديا نيوز؟ الشبكة البرامجية -ولأول مرة أصرح بهذا- تحوي التركيز على آخر خبر في فقرة تسمى "أحداث اليوم" حيث يبث أي تقرير جديد يصل دون أن ينتظر وقت بث النشرة الإخبارية، لتجمعها النشرة كلها خلال الوقت المخصص لها، ومن بين التقارير التي نبثها هناك وثائقيات إما اشترتها القناة أو أنتجتها ما بين النشرة والأخرى ليجد المشاهد مادة وثائقية محترمة، سياسية تاريخية ثقافية اجتماعية ذات طابع إخباري أكثر كالتحقيق مثلا، ويبدو لي أن الناس تحب هذا النوع. هل سيبقى موقع نوميديا الإخباري الخاص دون أي رؤى تحديثية مستقبلية؟ رغم أن كل من يستعين بالمعلومات التي تنشر على الموقع لا يذكره كمصدر، وهي ظاهرة لمسناها في الجرائد الكبرى وأثرت علينا، عكس الصحف التي تسمى الصغيرة التي تعاملت باحترافية أكثر، أؤكد أننا سنواصل، وإذا ما صدر القانون الخاص بالمواقع الإخبارية سنتكيف معه، مثله مثل مشروع شركة دبلجة الأعمال الوثائقية إلى العربية من كل اللغات كالفرنسية، الانجليزية، الاسبانية وحتى الصينية ما دامت لدينا الكفاءات في الدبلجة والترجمة إلى جانب الصحفيين المتمكنين... لما لا نعطي الفرصة لأنفسنا لخوض التجربة، مع العلم أن الجزائر لا تنقصها إلا الإرادة لتتحول إلى سيدة الإعلام العربي، حيث أعطت أجمل الصور عن الانفتاح الإعلامي، وخاضت تجربة رائدة يشهد عليها العالم بفضل القائمين على القطاع الذين أحاطوا كل مبادرة بالتشجيع دون ضغط. هل ستنافس نوميديا كبريات القنوات الإخبارية العربية مستقبلا؟ كل ما بني على رد فعل، لن يستمر وسيزول بزوال الفعل، لا نسعى إلى مجاراة ما تعرفه الساحة الإعلامية اليوم من قنوات، غير أننا نحاول في ظل هذا ا