غطت الأحداث الأخيرة التي تشهدها غزة، معظم القنوات والفضائيات العربية بل حصص و وقفات تضامنية، ومعارض خيرية، افلام سينمائية واخرى وثائقية، وحفلات فنية كلها مظاهر للتضامن مع قطاع غزة. أما القنوات الوطنية الجزائرية الثلاث فقد دخلت منذ حوالي اسبوع في حداد بعد المجزرة التي ارتكبها الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني. حيث تم الغاء كل البرامج المسطرة واستبدلت ببرامج لنصرة القضية الفلسطينية تتمثل في حصص تضامنية وافلام وطنية عن فلسطين فضلا عن تتبعها لمستجدات الوضع بغزة عبر النشرات الاخبارية ونقلها مايجري على الميدان من خلال مراسليها الموجودين سواء في موقع الحدث أو من خلال ملاحقتها للمصابين الذين يتلقون العلاج في المستشفيات او حتى ما يخص المساعدات والمعونات الدولية التي لم يصل معظمها بسبب غلق الحدود. القنوات الغربية..الجرأة وتجاهل الموقف السياسي الوطني جاءت نهاية السنة التلفزيونية على حساب أهل غزة حيث تراكضت الكاميرات لنقل صور المجازر التي ترتكب هناك من دون ان تفرق بين مدنيين وعسكريين. وقد غطت جل القنوات والفضائيات العربية الأحداث في غزة ووقفت مع هذا الشعب الذي ينزف قلبه ودموعه دما وقفة تضامنية . الاهتمام عبر هذه القنوات انصبّ في شكل أساس على المواطنين المحاصرين في غزة والأحوال الإنسانية التي تزداد سوءاً مع كل لحظة. القنوات الغربية بدورها ابدت تضامنها مع الفلسطنيين من خلال ما بثته تلك القنوات من مظاهرات حاشدة نظمت في كل من البرازيل وانجلترا و.... منهم من تحدث بكل جرأة عن رأيه بما يحدث، متجاهلاً الموقف السياسي لوطنه، وآخرون عبّروا عن استهجانهم وتنديدهم لما تقوم به اسرائيل في حق الشعب الفلسطيني الأعزل. ووسط كل هذا الكلام تبقى الصورة خير معبّر: فهذا الذي يرفع يده بالشهادة وسط عشرات الجثث... وذاك الذي يركض خوفاً من غارة محتملة، وأطفال ومواطنون مذعورون وسط دمار لم يوفر حتى الأماكن المقدسة....-1430- 2009 تاريخ عكَّر استقبال العامين الهجري والميلادي. ..هل أريد للغزويين محوهم من خريطة غزة؟ قناة المنار اللبنانية تابعت هي الاخرى عن كثب ما يحدث في غزة حيث استضافت في اولى نشراتها عددا من الاعلاميين للتعليق على الحادث وإعطاء تفاصيل عنه، وقفات تضامنية طبعت معظم قنواتنا العربية حتى الاخبارية منها فقناة ''الجزيرة'' من جانبها خصصت جل اخبارها لما يحدث في غزة وما يتعرض له، وكالعادة حينما يكون لدى القناة ''خبر عاجل'' تقوم بتصغير الصورة الرئيسية... من جهتها نقلت القناة الاخبارية السعودية وقائع مجزرة غزة التي تواصلت على مدى اسبوع باطلاق الصواريخ الحربية لتحول اسرائيل هجومها الجوي منذ اول امس الى هجوم بري بالمدافع وكانها تريد محو اثر الغزويين الابرياء من خريطة غزة على مرأى العالم. التلفزيون السعودي القناة الاولى، اضطر الى عرض برنامج خاص تضامنا مع الشعب الفلسطيني، القنوات الغربية الفرنسية كقناة فرانس 2 وفرانس3 وبعض القنوات البريطانية وحتى جنوب امريكا بثت الخبر وتضامنت مع الغزويين من خلال نشراتها الاخبارية التي ابرزت تلك المظاهرات الحاشدة للغرب وتنديدهم بالوضع وادانتهم لجرائم اسرائيل في غزة. معارض خيرية واحتفالات تضامنا مع المحاصرين في غزة الشارقة قد شهدت عدة مظاهر للتضامن مع قطاع غزة، فقد أقامت جمعيات النفع العام وقفة تضامنية يوم الأربعاء الماضي على ضفاف قناة القصباء بالشارقة، ألقى فيها مجموعة من أكادميي الامارات بعضا من الكلمات التي تعبر عن تضامنهم مع غزة، كما ستقام عدة فاعليات لنفس الغرض، فقد أعلن مجلس سيدات الشارقة عن إقامة معرض وسوق خيري تضامني، يذهب ريعه للمحاصرين في غزة، كما ستقيم الاتحادات الطلابية بجامعة الشارقة فعاليات على مدى الأسبوعين القادمين. فهل يكفي تضامننا عبر القنوات التلفزيونية بتخصيص هذه الوقفات او بارسال المساعدات الى غزة؟ والى متى سيطول هذا الحصار على الشعب الفلسطيني الأعزل..؟