غادر وفد جماعة أنصار الدين الاسلامية المالية واغادو حيث كان يتفاوض منذ مطلع نوفمبر الجاري مع السلطات في بوركينا فاسو، ليل السبت إلى الأحد إلى الجزائر للتفاوض حول أزمة مالي قبل الشروع في حوار مع حكومة باماكو، وقال رئيس وفد الجماعة العباس اغ انتالا لوكالة الأنباء الفرنسية أول أمس “نحن نغادر واغادوغو إلى الجزائر لإجراء مباحثات مع السلطات الجزائرية حول الأزمة في شمال مالي الذي تسيطر عليه منذ أشهر عدة جماعات اسلامية متشددة إحداها جماعة أنصار الدين ”. وأفاد مصدر أمني أن الوفد غادر ليل السبت الأحد واغادوغو التي كان وصلها في الثاني من نوفمبر بعد وساطة قادها رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، في حين توجه في الوقت نفسه وفد آخر من الحركة إلى الجزائر للغاية نفسها، وكان وزير الداخلية دحو ولد قابلية قد أكد مؤخرا أن قبول حركتي أنصار الدين وتحرير أزواد بالشروع في مفاوضات مع حكومة باماكو لم يأت صدفة، وإنما بتوجيهات من الجزائر في تلميح منه إلى وساطة قامت بها مؤخرا، وجدد ولد قابلية التحذير من أن التدخل العسكري في شمال مالي مغامرة لن تنجح أبدا. وأكد أنه “يجب التوصل إلى حل سياسي يكمن في دفع سكان شمال مالي سواء من الحركة الوطنية لتحرير الأزواد أو من أنصار الدين إلى التفاوض مع السلطات المركزية لباماكو بهدف التوصل إلى حل يسمح بإعادة توحيد هذا البلد”، وأضاف “وبعد ذلك فإن الحرب على الجماعات الارهابية وتجار المخدرات وهي ضرورية لتطهير المنطقة من كل هذا التهديد ستكون سهلة”. من جهته أكد وزير الخارجية مراد مدلسي على هامش احتفالات بالذكرى الخميس لانضمام الجزائر إلى منظمة الأممالمتحدة “لم يفت الأوان لاستغلال كل الفرص المتاحة لبسط السلم والأمن والحفاظ على الوحدة الترابية لمالي”، مضيفا أن الجزائر متمسكة بخيار الحوار لحل الأزمة. وأشار مدلسي أن حربا شرسة يجب أن تشن ضد المجموعات الإرهابية في المنطقة ممثلة في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد المنشقة عنه بالموازاة مع مشاريع للتنمية في شمال مالي”. كما أعلن رئيس وزراء مالي شيخ موديبو ديارا من واغادوغو أن الحوار مع جماعة أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير أزواد أمر “لا مناص منه”. وقال بعد لقائه رئيس بوركينا فاسو وسيط مجموعة غرب إفريقيا في الأزمة المالية بليز كومباوري “الحوار أمر لا مناص منه، وأعضاء الحركة الوطنية لتحرير أزواد وأنصار الدين هم مواطنونا، إنهم ماليون”، معبرا عن أمله في أن تتوافر شروط الحوار “في أسرع وقت”.