تبين أن فيروس نقص المناعة البشرية “الايدز" يمثل مشكلة صحية عامة أخطر مما توقعه المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث يحمل هذا الفيروس 25.8 مليون إنسان أي ما يقارب 75 بالمئة من الناس المصابين بالفيروس. على الرغم من ضخامة هذه الأرقام ثمة عدة بلدان لا تعترف بأن فيروس نقص المناعة البشرية يشكل تهديدا رئيسا للصحة العامة، بالإضافة إلى ذلك تظهر كل سنة قرابة 333 مليون إصابة جديدة بأمراض منقولة عن طريق الاتصال الجنسي، إلا أن بلدانا كثيرة لا تملك القدرة على تشخيص هذه الأمراض ومعالجتها وعدم معالجة المرض المنقول عن طريق الاتصال الجنسي يمكن من احتمال الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية عشر مرات، وأصبح برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية “الايدز”، جاهز للعمل ووضع لنفسه مهمة تتمثل في تعزيزه ودعم استجابة موسعة لمنع انتقال الفيروس وتوفير الرعاية والدعم وتقليص تعرض الأفراد والمجتمعات للفيروس. ويعمل هذا البرنامج في شراكة كاملة مع هيئات الأممالمتحدة، القائمة على رعايتها منها صندوق الأممالمتحدة للسكان، وأنشئت في معظم البلدان لزيادة فعالية الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة والتنسيق مع البرامج الوطنية المعنية بمكافحة الايدز. ودخلت منظمات غير حكومية أيضا أعضاء في الفرق المواضيعية في معظم البلدان لزيادة فعالية الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة، والتنسيق مع البرامج الوطنية المعنية بمكافحة الايدز ودخلت منظمات غير حكومية أيضا أعضاء في الفرق المواضعية أو في الفرق العاملة التقنية في عدد من البلدان منها البرازيل كمبوديا وشيلي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإندونيسياوالأردن ورواندا وسوازيلندا وفيتنام، ويمكن لبرنامج الصحة الإنجابية أن يخفض مستويات الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي بما في ذلك فيروس الايدز بالسبل التالية: -توفير المعلومات المنشورة في مسائل أساسية مثل النشاط الجنسي ودور الجنسين واختلافات القوة بين المرأة والرجل، وانتقال الفيروس من الأم إلى الطفل وتوزيع الواقيات الأنثوية والذكرية وتشخيص الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي ومعالجتها، ووضع استراتيجيات لتتبع الاتصالات وإحالة الأشخاص المصابين بالفيروس إلى أقسام أخرى، ومع أن موظفي الرعاية الصحية لا يتلقون عادة التدريب والدعم الكافيين لتوفير معلومات وخدمات في مجال الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، وجدت دراسة انفرادية في أربعة بلدان (أفريقيا –بوركينافاسو –كوت ديفوار –أوغندا- زامبيا) أن مقدمي الرعاية راغبون في مناقشة النشاط الجنسي والأمراض المتنقلة عن طريق الاتصال الجنسي مع زبائنهم ويستطعون إدراك الحاجة إلى تحديد الأفراد المعرضين للإصابة بالأمراض المتنقلة عن طريق الاتصال الجنسي، وتفيد دراسة أجراها برنامج الأممالمتحدة المعني بالايدز عن طريق التوعية للوقاية في السلوك الجنسي للشباب أن التوعية للعلاقة الجنسية الجيدة تساعد المراهقين على تأجيل عملية الجماع الجنسي وزيادة الممارسات الجنسية الآمنة ومنذ انعقاد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، قدم الدعم في 24 بلدا لإدماج وحدات نموذجية عن الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية في برامج التوعية داخل المدارس وخارجها، وفي سوازيلندا أخذ برنامج توعية السكان والمدارس بفيروس نقص المناعة البشرية الذي يهدف إلى انتشار الفيروس وخفض معدلات حمل المراهقات بين الطالبات التي تتراوح أعمارهن بين 14 و19 سنة، وبفضل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية أدرج البرنامج أيضا في المدارس الابتدائية و قد حسن المعارف ومواقف أكثر مما حسن السلوك. ويقدر عدد الناس الذين لا يعرفون أنهم حاملون لفيروس نقص المناعة البشرية في الوقت الراهن ب28 مليونا مما يؤكد الحاجة إلى أساليب بسيطة لتشخيص الفيروس، وأدخلت بعض البلدان استخدام الواقي الأنثوي أي الطريقة الوحيدة التي تسيطر عليها المرأة للوقاية من انتقال الفيروس، وذلك نتيجة مطالبة المنظمة للجماعات النسائية واعترافا بأهمية دعم سيطرة المرأة في هذا المجال، وخلصت دراسة أجريت في تايلاند إلى أن دورة شهر واحد للتدريب على عقار مضاد لعودة الفيروس أدت فعلا إلى خفض خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية إلى النصف بين الرضع المولودين لأمهات حاملات للفيروس، والذين لا يرضعون لبن أمهاتهم وشرع برنامج الأممالمتحدة المشترك الخاص بالايدز وصندوق الأممالمتحدة للسكان ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة اليونيسيف، منظمة الصحة العالمية في توفير المشورة والاختيار الطوعيين بشأن الفيروس للحوامل في 11 بلدا تجريبيا وقدمت للنساء اللواتي علمن بأنهن مصابات عقاقير مضادة لعودة الفيروس ورعاية توليدية أفضل، وطرق مأمونة لتغذية الرضع ومشورة للوضع ووسائل تنظيم الأسرة.