جراء أشغال تهيئة تجزئات أرضية للبناء تسببت أشغال تهيئة تجزئات أرضية موجهة لبناء سكنات ببلدية حمالة (شمال ميلة) في تخريب موقع أثري يعود للفترة الرومانية، حسب ما أفاد به رئيس المجلس الشعبي البلدي لذات الجماعة المحلية زهير بالزرايب. وأوضح المسؤول أن هذا الموقع الأثري يقع بأرض تعود ملكيتها لأحد الخواص قام بتقسيمها إلى تجزئات موجهة للبناء، حيث أسفرت أشغال التهيئة عن ظهور قطع حجرية وفخارية، بالإضافة إلى أجزاء لفسيفساء. وقد استدعى ذلك القيام بعدة إجراءات مستعجلة، منها توقيف الأشغال بالتنسيق مع كل من الدرك الوطني ومصالح مديرية الثقافة بالولاية التي شرعت في معاينة هذا الموقع الكائن بمركز هذه البلدية، وفقا لذات المصدر. وأضاف أنه تم بتاريخ 26 فبراير المنقضي القيام بخرجة ميدانية لمعاينة المكان بمعية جميع الأطراف المعنية وعلى رأسها مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة للولاية التي أكدت على “ضرورة وقف الأشغال مباشرة”. واستنادا إلى رئيس ذات المصلحة شيابة لزغد، فقد ثبت بعد الوقوف على الوضعية العامة للموقع أنه تعرض للتخريب بفعل الأشغال التي تمت على مستواه، كما أشار إلى أنه مسجل في قائمة الإحصاء العام للممتلكات الثقافية لولاية ميلة وتم ذكره في الأطلس الأثري للجزائر لسنة 1911 لكاتبه ستيفان قزال. ويتربع هذا الموقع الأثري الذي يعود إلى الفترة القديمة وتحديدا الحقبة الرومانية على مساحة تتعدى ال9 هكتارات، حسب ما ذكره نفس المصدر. وقد لوحظ وجود العديد من الآثار به تتمثل في بقايا لبنايات قديمة وأحجار ومصقولة مستطيلة ومربعة الأشكال ومن مختلف الأحجام والمقاسات إلى جانب قطع من الفخار والآجر والقرميد منتشرة بالموقع مع أجزاء للوحة فسيفسائية تضم زخارف هندسية ونباتية. وحسب رئيس مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة بالولاية، فقد تم بعد إعداد تقرير مفصل عن الوضعية من خلال القيام بمسح فوتوغرافي للموقع المخرب وإعلام المصالح الأمنية المعنية تقديم طلب للوزارة الوصية لإيفاد فرقة مختصة في علم الآثار للوقوف على وضعية الموقع عن كثب. ودعا شيابة إلى “ضرورة إشراك مصالح مديرية الثقافة في دراسة مخططات التهيئة والتوجيه العمراني وكذا مخططات شغل الأراضي لتجنب اعتداءات من هذا النوع في المستقبل على الموروث الثقافي المادي بالولاية”.