دخلت مختلف شوارع وأحياء المدينةالجديدة في بلدية تيزي وزو، ضمن خانة المهملات بعدما غزتها النفايات المنزلية بمختلف أنواعها، حيث لم تسلم من هذه الوضعية حتّى المنشآت التربوية والمؤسسات التعليمية التي حاصرتها الأوساخ من كل جانب، وإنتشرت حولها أكوام القمامة حتى الأرصفة تشهد ذات الوضعية. فمهما إجتهد السكان لمجابهة هذه الوضعية الكارثية بحرق تلك النفايات والأوساخ المحيطة بتجمعاتهم السكنية لن يفلحوا في ذلك بسبب تراكمها بشكل رهيب لتصبح المدينة على أكوام من القمامة، وهو ما شوّه جمال المحيط البيئي على مستوى هذه الأحياء التي يقطنها المئات من المواطنين على غرار أحياء كريم بلقاسم، كوتيتاكس، لاتور بمحاذاة محطّة حافلات نقل المسافرين، وحي عميود هذا الأخير بلغت القاذورات فيه شرفات الطوابق الأولى للعمارات، هذه الوضعية ليست وليدة اليوم بل تعدّت إلى أكثر من سنة إلى الوراء بعدما تكفّلت إحدى المؤسسات الخاصّة بأشغال تنقية وتنظيف أحياء المدينةالجديدة، إلا انّ العمّال لم يتلقوا أجورهم لعدة شهور ووجدوا أنفسهم على حافة الإفلاس، كما أصبحوا يعانون من عدة عوامل اثّرت سلبا على حياتهم اليومية ما دفع بهم إلى شن إضراب مفتوح عن العمل لرفع انشغالاتهم إلى الجهات المعنية والتي لخّصها هؤلاء في بعض النقاط منها توفير وسائل العمل، الاستفادة من بعض العلاوات المتعلّقة بالإطعام، النقل، الصحّة، إدماج العمّال المؤقّتين وغيرها، هذا وحسب هؤلاء فإنّهم يزاولون نشاطهم في ذات المدينة بعقود التشغيل التي انتهت مدّتها دون تجديدها ليجدوا انفسهم ضمن قائمة المحالين على البطالة، وهو الوضع الذي انعكس سلبا على المحيط البيئي الذي يغرق في أطنان من القمامات والنفايات، وقد أبدى السكّان امتعاضهم من تمادي السلطات المحلية في إنتهاج تسيير سيء لتنظيف المدينة التي تحّولت إلى مفرغة عشوائية جرّاء فضلات ترمى في كل زاوية من زوايا المدينة، ما يخلّف روائح كريهة تسد الأنفاس أضرّت بكبار وصغار السن والمصابين بالأمراض الصدرية والحساسية وتخوّف واسع من تفاقم الوضع على ما هو عليه في المستقبل القريب، وحسب المواطنين فإن ذات الوضع قد حّول حياتهم إلى كابوس مزعج أرّق يومياتهم بالنّظر للرّوائح الكريهة المنبعثة من تلك الأوساخ التي زحفت وسط النسيج العمراني وامام مدخل العمارات، وإستولت على كامل المساحات الخضراء، هذا إلى جانب تكاثر كل أنواع الجراثيم والحشرات على مستواها، وحسب محدّثينا فإن السلطات مطالبة بالتدخّل العاجل لوضع حد لهذه المعاناة وبالتالي تفادي أضرار صحيّة لسكّان المدينةالجديدة وللحفاظ أيضا على نظافة المحيط البيئي.