كان موضوع العلاقات الثقافية ببلاد الزواوة والحواضر العلمية الجزائرية محور الملتقى الوطني الذي حضره عدد من الأساتذة والمشايخ يمثلون وزارة الشؤون الدينية وجامعة مولود معمري بتيزي وزو، إلى جانب مختصون في علم اللغة العربية والشؤون الدينية، وقد دعا المشاركون إلى ضرورة إعادة فتح الزوايا القرآنية وتعميرها بطالبي ثقافة الدين الإسلامي وكذا ضرورة تعليم القرآن الكريم للصغار في فترة ما قبل التمدرس، مشيرين في تدخلهم إلى الدور الفعال الذي تلعبه الزوايا القرآنية في منطقة القبائل، خاصة في التربية الدينية والتوجيه وفي نشر العلم والثقافة. وقد أجمع المشاركون في هذا الملتقى الهام الذي نظمه المركز الثقافي الإسلامي لولاية تيزي وزو بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لذات الولاية والذي نظم على شكل قافلة علمية احتضنت فعالياتها نهار أول أمس قاعة المحاضرات بمديرية الخدمات الاجتماعية بمقر الولاية، على أن منطقة القبائل كانت ولاتزال قبلة للمفكرين والمؤرخين المختصين في شؤون الدين والمجتمع، وقد كانت ولاية بجاية بمنطقة القبائل الصغرى إحدى قلاع الإسلام التي كان يقصدها الأئمة والمشايخ الكبار من مختلف قطر العالم، وخير دليل على ذلك الزاوية المتواجدة بمنطقة “شلاطة”، وقد أشار أول المتدخلين الأستاذ يوسف بالمهدي مدير التوجيه الديني بوزارة الشؤون الدنية إلى الزواوة التي كانت تسمى في القديم بجبل النور، وهو ما اصطلح على تسميتها وهي منطقة - يقول ذات المتحدث - وجب الاعتناء بدراسة حقيقتها وأنها قدمت الكثير للحواضر الأخرى في المغرب الأدنى والأقصى وكل من مصر قديما وفلسطين، كما تحدث عن زاوية كمثال حي على الواقع الديني والعلمي لحواضر الزواوة وهي زاوية سيدي سعيد بن أبي داوود بمنطقة شلاطة بأقبو في ولاية بجاية التي يراها قبلة للعلم ولا يعتبر العالم عالما وفقيها من لم يدخلها ويأخذ الفقه منها، وأشار ذات المتدخل إلى عدد كبير من العلماء والفقهاء الذين كانوا من رواد هذه الزاوية الذين نشروا العلم وثقافة الدين في الحواضر الأخرى في الخارج ذكر منهم ايت منقلاتي، الزواوي، ابن المعطي المشدالي والطاهر الجزائري والحافظي والطاهر الجزائري وغيرهم.