يقوم الشيخ مولاي التهامي الغيتاوي، عضو المجلس الإسلامي الأعلى، وشيخ زاوية أوقديم بأدرار أحد أكبر زواية المنطقة ومنذ شهر رمضان الماضي، بإعداد مشروع للمصالحة في مالي، وقد تم عرض المشروع في اللقاء الذي جمع بعض أطراف الصراع بالجزائر العاصمة تحت رعاية الحكومة الجزائرية، وعن المشروع قال الشيخ مولاي التهامي لجريدة "السلام" أنه ينطلق من البرامج السياسية الذي قدمها فخامة رئيس الجمهورية "الوئام الوطني والمصالحة الوطنية"، اللذان بفضلهما عادت الجزائر إلى الاستقرار والانطلاق نحو تنمية شاملة ومستدامة. وحول الأشخاص والجهات المشاركة في المشروع يوضح الشيخ مولاي التهامي أنه تم اختيار نخبة من المشايخ المعروفين بالولايات الثلاث "أدرار، تمنراست وإيليزي''، إلى جانب شخصيات وطنية أخرى ستقوم بالاتصال بكل جهات الصراع وتنويرها وحثها على إجراء مفاوضات، وبالتالي تقريب الآراء بين الأطراف المتصارعة بجمهورية مالي سواء الأطراف المتواجدة بالحكومية أو أطراف المعارضة، وعن المشروع والهدف منه يؤكد الشيخ مولاي التهامي على أهمية دعوة الماليين إلى نبذ العنف وتغليب لغة الحوار، ووضع السلاح جانبا والسير في طريق السلم والوحدة، من خلال وعبر هذا المشروع الواعد "المصالحة الوطنية المالية"، مبرزا أن النتائج كانت ايجابية جدا في الخطوات الأولى للمشروع، حيث كانت الانطلاقة في الميدان من خلال التواصل والاتصال بين الحكومة المالية والمعارضة المتمثلة في الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، وحركات أنصار الدين وأطراف أخرى من الجماعات المسلحة هناك في مالي، والتى جميعها رحبت بالمبادرة التي جاءت من شيوخ زوايا الجزائر الذين لهم تأثيرا كبيرا على مختلف القبائل بدول الساحل والصحراء . ويواصل الشيخ مولاى التهامي بأن مبدأ الجزائر واضح ومعروف وهو تغليب الحوار والسلم ومنع أي تدخل عسكري أو أجنبي بالمنطقة، ودفع المتصارعين للتحاور والتفاوض لإيجاد حل سلمي توافقي بين الفرقاء، وهو ما تسعى إليه تماما المبادرة. لأن الوضع الحالي سيجر هذا البلد إلى مزيد من تقسيم وحدته وترابه، وضرب مقوماتة وأطيافه.وحول دوره في المشروع قال الشيخ مولاي التهامي بأنه جاء بناء على قناعة شخصه منه، وكذا رغبة الشعبيين الجزائري والمالي على حد السواء بضرورة إيجاد حل للنزاع وتوحد الماليين، مبينا أنه تلقى الضوء الأخضر من فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من أجل السير بهذا المشروع وتثمين أهداف المصالحة الوطنية بمالي، خاصة بعد كل الاتصالات التي تم إجراؤها من طرف المشرفين على المشروع في منطقة الصراع، حيث عاد مؤخرا وفد من السياسيين المشاركين في المشروع منهم الأمين العام لحزب الإتحاد من أجل الديمقراطية والحريات السيد ضويفي أعمر الصايفي المدعو مولاي عمر. وتبين لنا بضيف ''الشبخ مولاي التهامي'' أن الاتصالات تسير في الطريق الإيجابي وتشهد تقدما ناجحا لحد الساعة، بين كل الأطراف خاصة الحكومة الجديدة في مالي والعديد من قادة الجماعات والحركات المسلحة في شمال مالي، وختم الشيخ مولاي التهامي كلامه مع جريدة "السلام" بدعوة كل الأطراف في مالي والتي لم تنخرط بعد في مشروع المصالحة، بضرورة الانخراض من أجل إنقاذ المنطقة من مشروع أكبر منها.