رصدت ولاية وهران غلافا ماليا قدره 70 مليون دينار من أجل ترميم مقر البلدية الذي ستتولى أشغالها مؤسسة اسبانية كانت قد باشرت منذ أشهر عمليات ترميم البنايات الهشة بوسط المدينة، والتي لا تزال جارية على مستوى شارع معطى محمد الحبيب، حيث تقرر إعادة الوجه المشرق للعديد من العمارات ذات الطراز المعماري الجميل والتي يعود تاريخ إنشاء معظمها إبان الحقبة الاستعمارية، وبدأت تتآكل بفعل الإهمال وعوامل الزمن. وقد تقرر الشروع في ترميم مقر بلدية وهران بعد أن شهد سلسلة من الانهيارات والتشققات كانت تنذر بانهياره إذا لم يتدارك الأمر، مع العلم أن هذا المعلم الشهير بولاية وهران بطرازه المعماري الفريد ويزينه أسدان من البرونز اللذان يرمزان إلى مدينة وهران عند مدخله وسلالمه المصنوعة من الرخام الخالص تم تشييده سنة 1886، كما يحتوي مدخل هذه البناية على سلسلة من اللوحات الفنية التي تجمع بين الطراز الأوروبي، البيزنطي والطراز المعماري الذي اشتهرت به أوروبا في القرون الوسطى وعصر النهضة. وقد تم نقل الملفات والأثاث لجل المكاتب بالبلدية إلى مكاتب مؤقتة على مستوى المركز الثقافي البلدي بشارع الصومام من أجل مباشرة أشغال الترميم، التي يقتضي دفتر الشروط على المؤسسة المكلفة بأشغال الترميم احترام الآجال، كما حدد تسليمها قبل نهاية السنة الجارية. من ناحية أخرى وفي سياق ذي صلة تقرر الشروع في أشغال ترميم معالم أثرية أخرى بوهران من بينها مبنى "شاطوناف" الكائن بحي سيدي الهواري العتيق الذي بقي مهملا منذ ما يزيد عن 30 سنة، وستتولى مؤسسة مختصة ذات صيت عالمي في مجال الترميم مباشرة أشغال ترميم مبنى "شاطوناف"، وكذلك الشأن بالنسبة لقصر الباي ومقر قنصلية الولاياتالمتحدة الكائن بواجهة البحر، الذي تعرض هو الآخر لعوامل الزمن وسلسلة أشغال الترميم هذه ترعاها مديرية السكن والمرافق العمومية «DLEP » التابعة للولاية، فيما سيتسلم ديوان الترقية والتسيير العقاري "أوبجيي" 200 بناية تم ترميمها بناء على أمر من رئيس الجمهورية، كان قد أصدره خلال زيارته التي قادته لولاية وهران في 2008.