تقدّمت مؤخّرا مديرية الثقافة بولاية وهران بطلب رسمي لدى الوزارة الوصية، من أجل إدراج ثلاثة معالم أثرية بوهران ضمن التصنيف بغرض حمايتها والحفاظ عليها كموروث وتراث مادي، حسب ما كشفته السيدة ربيعة موساوي، مديرة الهيئة الثقافية، ويتعلّق الأمر بكلّ من الحمامات التركية التي يعود وجودها للعهد العثماني بوهران، مقر بلدية وهران والمكتبة الجهوية (التي كانت كاتدرائية سابقا)، وهما معلمان أثريان يعود وجودهما إلى العهد الاستعماري. فيما يتعلّق بالحمامات التركية المتواجدة بالحي العتيق «سيدي الهواري»، وحسب الدراسات الأركيولوجية التي أجريت هناك، فإنّ تاريخ بنائهما يعود إلى سنة 1708 من طرف «الباي بوشلاغم»، وتحوي هذه الحمامات عدّة غرف مفتوحة على بعضها، وتتربّع هذه البناية الأثرية على مساحة تتراوح بين 4 و 15 مترا مربعا، بالإضافة إلى وجود ساحة وسطح، وأنجز هذا المبنى كملحق لمسجد «الجوهرة» وحوّله الجيش الفرنسي إبّان الاستعمار إلى مغسل، وتستغله حاليا ومنذ سنوات، جمعية «صحة سيدي الهواري» التي جعلته مقرا لها. المعلم الثاني هو مقر دار البلدية الذي شُيّد سنة 1886، والكائن وسط مدينة وهران مقابل ساحة «أوّل نوفمبر»، والذي يزيّن مدخله أسدان مصنوعان من مادة البرونز كرمز لمدينة وهران التي عرفت قديما تحت اسم «مدينة الأسود»، كما يدل على ذلك اسمها، ويعدّ هذا المكان أحد الرموز البارزة للمدينة ومحطة لزوّار وهران من الجزائريين والأجانب. المعلم الثالث المقترح للتصنيف من قبل مديرية الثقافة الذي وقع عليه الاختيار، هو مقر المكتبة الجهوية المعروفة بالكاتدرائية والكائنة بساحة الشهيد «زدور بلقاسم»، شيّدت إبان فترة الاحتلال الفرنسي سنة 1913، وهي إحدى المعالم الجميلة ذات الطابع البيزنطي، وآية من آيات العمران، وقد تمّ تحويلها إلى مكتبة بلدية سنة 1985، ويقصدها آلاف الطلبة والباحثين، وتحوي على مراجع تشمل الآداب، العلوم الإنسانية، التاريخ وغيرها، كما يتمّ استغلال جزئها السفلي المعروف تحت اسم «الميدياتيك» لإقامة النشاطات الثقافية، على غرار الأسابيع الثقافية، الصالونات الفنية والمعارض التشكيلية. وقد تمّ على مستوى المصلحة المختصة بمديرية الثقافة، إعداد ملفات تفصيلية تحتوي على خرائط توضيحية ومعلومات شاملة عن كلّ معلم، وضعت تحت تصرّف لجنة وطنية مختصة في تصنيف المعالم الأثرية على مستوى وزارة الثقافة، ستوكل إليها مهمة البث في طلب التصنيف المتعلّق بهذه المعالم المختارة من قبل مديرية الثقافة بولاية وهران . والجدير بالذكر أنّ ولاية وهران تضم 24 معلما أثريا وأركيولوجيا تمّ تصنيفها كمعالم محمية على المستوى الوطني، وتوجد غالبيتها بحي سيدي الهواري الشعبي الذي يعتبر أحد أهم معالم مدينة وهران وأشهرها على الإطلاق . وفي سياق متّصل، وبغرض الحفاظ على التراث المادي لعاصمة الغرب الجزائري، تمّ السنة الماضية على مستوى مقر مديرية الثقافة، استحداث خلية بحث أوكلت لها مهمة أرشفة وجمع البيانات والمعلومات المتعلّقة بمجموع المعالم الأثرية بربوع مدينة وهران، وإنجاز خرائط تفصيلية لكلّ معلم، إلى جانب متابعة دورية لهذه المعالم من خلال إعداد تقارير منتظمة عن وضعها وإعداد خرائط أيضا عن خصوصية البعض من هذه المعالم الأثرية. كما ستعكف مديرية الثقافة على إعداد دفتري شروط يقضيان بحماية معلمين آخرين لا يقلان أهمية عن المعالم سالفة الذكر، وسواها من المعالم الأخرى المتواجدة بتراب ولاية وهران، ويتعلّق الأمر بمعلم «بورتيس ماغنوس» أو الميناء القديم المتواجد على مستوى بلدية بطيوة 40 كلم شرق وهران، والمعلم الأركيولوجي مغارة «آبري آلن» المتواجدة بحي «محي الدين» بوهران الذي قرّرت مديرية الثقافة حمايته والحفاظ عليه كمعلم أثري هام يحتاج للاهتمام والتثمين. وتمّ مؤخرا، تصنيف حي سيدي الهواري معلما أثريا محميا وسيستفيد بموجب ذلك من مخطط لترقيته وتهيئته، حسب ما أكّدته مديرة الثقافة للولاية؛ السيدة ربيعة موساوي.