تهدف لتجسيد إصلاحات حقيقية عميقة تعكس الإرادة الشعبية في التغيير تم أمس بالجزائر العاصمة، إطلاق مسعى وطني تحت مسمى "مبادرة القوى الوطنية للإصلاح" من قبل أحزاب سياسية وجمعيات ونقابات وطنية ومنظمات اقتصادية وشخصيات، بهدف تجسيد إصلاحات حقيقية عميقة تعكس الإرادة الشعبية في التغيير. ومن بين الأهداف التي تسعى إليها هذه المبادرة، حسبما أعلنه أمس مؤسسوها خلال ندوة نظموها بفندق الأوراسي، بناء إطار للقوى الوطنية النزيهة الوفية للثوابت الوطنية المؤمنة بالتحول الديمقراطي والمسار الدستوري وحماية مكتسبات الحراك الشعبي وتجسيد تطلعاته وضمان تحصين هوية الأمة وتعزيز الوحدة الوطنية، فضلا عن حماية النسيج المجتمعي وتعزيز تماسكه وتجريم محاولات تمزيقه، وكذا المبادرة بإجراءات ناجعة للمساهمة في التكفل بالوضعية الاجتماعية للمواطن وتبعات الأزمة الصحية جراء وباء "كورونا" ودعم إنعاش الاقتصاد الوطني. هذا وسيتم الاعتماد لتحقيق هذه الأهداف على مختلف الوسائل السلمية، كما ستعتمد هذه المبادرة الجديدة في نشاطها على الاتصالات والنقاشات في الملفات التي تشغل الساحة الوطنية والمساهمة في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه البلاد في إطار القانون. في السياق ذاته، دعا المشاركون الجميع للمساهمة في هذا المسعى الوطني بما يمكن الجزائر من انجاز إصلاحات عميقة تحقق للأجيال تطلعاتهم في تغيير حقيقي وآمن وتحمي وحدة الأمة وهويتها، وفي هذا الإطار أوصى المنخرطون في المبادرة، السلطات العمومية بنهج الحوار الاقتصادي والاجتماعي عبر استشارة موسعة بما يتماشى وطموحات الشعب والمتعاملين الاقتصاديين، إلى جانب تحريك الجماعات المحلية لتحفيز النشاط الاقتصادي المحلي لاستغلال جميع الإمكانيات. أوضح الطاهر بن بعيبش، رئيس حزب الفجر الجديد، والمكلف بإدارة هذه الندوة، أنه ينبغي على كل مواطن أن يشجع هذه المبادرة، مشيرا إلى أنها ليست سياسية وإنما تسعى لخدمة الوطن والشعب. من جهته أبرز عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني، أن الشعب استطاع من خلال الحراك أن يحرر الفعل السياسي والإعلامي من الفساد السياسي والمالي الذي كان سائدا، مشيرا إلى أن الشعب ينتظر تجسيد كل مطالبه لبناء ديمقراطية حقيقية ترتكز على بيان أول نوفمبر. كما اعتبر عبد العزيز بلعيد، رئيس حزب المستقبل، أن عدم الانخراط في هذه المبادرة، سيترك الساحة لقوى لا تمت للسياسة بصلة، مشددا على ضرورة تحرير هذه المبادرة من الشروط على أن تضع مصلحة البلاد أولا وأخيرا وتتجاوز تقليد الحسابات السياسية الضيقة. رئيس نقابة القضاة: "مصلحة الجزائر تفرض علينا التنازل عن الكثير من القناعات والأفكار" أكد يسعد مبروك، رئيس النقابة الوطنية للقضاة، أن مصلحة الجزائر تفرض علينا التنازل عن الكثير من القناعات والأفكار، وأشار في كلمة ألقاها خلال أشغال مبادرة القوى الوطنية للإصلاح بفندق الأوراسي، بأن مشاكل السياسة لا يحلّها القضاء، معتبرا أن القضاء يحلّ وقائع مجرّمة، وبعدما أثنى على الحراك الشعبي الذي بفضله – يقول مبروك- يعقد المشاركون اجتماعهم، إلا أنه اعتبر أنه تحول إلى "ساحة معارك"، داعيا السلطة إلى أن تبادر لفتح حوار حتى يتم بلوغ التوافق.