بعد "ثورة النظافة" التي أطلقها مجموعة من الشباب المتطوعين فضل عشرات الشباب بمختلف أحياء وشوارع مدينة سكيكدة، خلال الفترة الأخيرة المشاركة والمساهمة في تزيين ودهن واجهات السكنات والعمارات بلمسات جمالية، وذلك من خلال عمليات تطوعية احترمت فيها الإجراءات الوقائية ومسافة التباعد، لاسيما في ظل الدعوات إلى ضرورة تعقيم وتنظيف مختلف الأماكن لتفادي انتشار فيروس كورونا. ربورتاج:لطفي.ع تشهد عدة أحياء حركية غير عادية ومشاهد تطوعية جميلة صنعها الشباب رغم الظروف المادية الصعبة إلا أن المعنيين قرروا رفع التحدي، بقيامهم بمبادرات انخرط فيها الجميع ما كسر روتين الأحياء وخلق وعيا بأهمية النظافة داخل الحي وضرورة أن يكون المواطن طرفا فاعلا فيها، حيث شرع الشبان والكهول وحتى الأطفال الصغار في عمليات الدهن التي بدأت من داخل العمارات، بطلاء كل الجدران وصولا إلى مدخل العمارة ومنه إلى محيطها، كما قام مشاركون في المبادرة بتنظيف وإعادة تزيين بعض الحدائق الفوضوية الواقعة أسفل كل عمارة، كما قسم المشاركون حسب العمارة التي يقطنون بها حيث ساهم كل شاب في طلاء عمارته، ولاحظنا خلال عمليات التنظيف والدهن، أن المشاركين احترموا مسافات الأمان، حيث كان كل شاب يقف على بعد مترين أو أكثر وهو يقوم بدهن جزء من الجدار، فيما كان يضع بعض الكهول كمامات، كما شملت العملية ترميم ودهن الأرصفة، وكذا مداخل العمارات وكل جدرانها الداخلية. وخلال هذه الفترة التي مرت بها سكيكدة، على غرار باقي ولايات الوطن، كان للشباب والأطفال وحتى الكهول مبادرات يومية لإعادة الاعتبار لمختلف الارصفة، والساحات بالأحياء، من خلال التنظيف ورفع الأوساخ والقمامة، وتزيين الجدران ورسم لوحات جميلة، وهذه المبادرات التي ساهمت في تغيير وجه العديد من الشوارع والأحياء التي عاد إليها رونقها وجمالها. هذه الموجة لتزيين الاحياء وإصلاح جاءت لما افسده الدهر ورفع الغبن عن بعضها، بعدما تحولت مساحتها مع مرور الزمن للأسف إلى مزابل متفرقة، في غياب تام للمصالح المعنية، التي تتسابق هي كذلك في تبني جهد ونشاط هؤلاء الشباب، ورغم ان هذه المبادرة التي تجند لها الكثير من سكان الأحياء، واستحسنها البعض بالإشادة بها، والمساهمة بالأموال والوسائل المتاحة، تضامنا مع هذه الهبة، إلا أن البعض الآخر يراها الشجرة التي تغطي الغابة، من تقاعس ولامبالاة السلطات المحلية، في مباشرة مهامها، في التنظيف المستمر للأحياء، والتهيئة الضرورية، وتزيينها بما يليق بها، وأوضحوا في العديد من المناسبات أن هذا الفعل المتمثل في التضامني لأبناء الأحياء، يكرسالرداءة بالجماعات المحلية، ويجعلها في مأمن من المطالبة من سكان الأحياء بحقهم في التهيئة وبرامج تنموية لهذه الأخيرة. الفكرة انطلقت من مواقع التواصل الاجتماعي وكان لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير كبير في تحفيز الشباب على تبني الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع، حيث تحولت الفكرة خلال ايام قليلة إلى فكرة شملت اغلب احياء المدينة، فقد تجاوب العديد من سكان الأحياء بمدينة 20 أوت 55، وتحركت عزيمتهم في العمل على تزيين الشوارع وتنظيفها وطلاء الجدران في مختلف الأحياء، وتقليم الأشجار وغرس بعضها على جنبات الشوارع المهملة، وتنوعت المبادرات من المواطنين، التي انطلق معظمها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والجميع يتنافس حول الحي الاجمل والأنظف. يقول" محمد.ب" أحد سكان رابح بوزليفة بشارع زيغود يوسف، هذه المبادرة احيت عادات سبق للأجداد على ترسيخها في المجتمع الجزائري، والتي كانت تعزز التكافل الاجتماعي "التويزة"، وتجعل من الفرد عنصرا ايجابيا في المجتمع، وتوريطه في المحافظة على نظافة الحي، وهذه العادات تنمي وتقوي العمل الجماعي بين أفراد الحي الواحد. العديد من الأحياء انخرطت في العملية ألوان وزخرفات، حولت العديد من احياء المدينة إلى لوحات فنية تبنى شباب مختلف الأحياء بسكيكدة، حملات تطوعية لتنظيف الشوارع والأحياء وتزيين الشوارع وطلاء جدران العديد من الأحياء والتجمعات السكانية، وبإسهام من الشباب الجامعيين ومواطنين وبأموالهم الخاصة مما يثبت ذلك الوعي والحس المدني. باشر شباب حي مرج الديب بمبادرات شبيهة، حيث شاركوا في هبة تطوعية لكسر الروتين، بتنظيف الحي وتقليم الأشجار، وسبق لهم وأن طالبوا بلدية سكيكدة بتوفير شاحنات لرفع النفايات وجمع مخلفات عمليات التزيين والتنظيف، كما قام شباب حي الاخوة ساكر" كامي" بمبادرة تنظيف وتزيين حيهم بإمكاناتهم الخاصة، حيث أبدع المشاركون في هذه العمليات بطريقة تزيينهم لمداخل بعض العمارات وخاصة الفضاءات الواقعة داخل الحي، الذي يشهد أوضاعا كارثية بسبب توقف المشاريع التي انطلق في تجسيدها مؤخرا، الأمر الذي أصبح هاجسا يؤرق ويهدد حياة قاطنيها، ما أدى بهم إلى رفع دعواتهم إلى السلطات المحلية للنظر في الحالة التي آل إليها هدا الحي. كما انضم للمبادرة شباب حي واد الوحش والذين صنعوا هم أيضا الحدث بحملات تنظيف المحيط، وإصلاح الفضاءات المهملة، وتصريف المياه الراكدة على مستوى الطريق بمدخل الحي، بإمكانياتهم الخاصة، الذي تحول مع مرور الوقت الى بركة مائية يستحيل تجاوزها بسلام من قبل المركبات، وهذا بعد عدم استجابة المصالح المعنية في تسوية هذا الإشكال ووضع حد لتسربات المياه، يقول أحمد، أحد من ساهموا في تزيين أحد هذه الأحياء، إن الفكرة جاءت بشكل عفوي، تضافرت من خلاله جهود ساكني هذه الأحياء، وتنوعت مساهماتهم، اضافة الى مبادرة سكان حي 38 مسكن تساهمي "حي الأمل جهة القبية " المسمى شارع صالح داود، حيث كانت بداية عملية تنظيف النفايات ونزع الحشائش، التي أصبحت مخبأ للثعابين والفئران والعملية متواصلة، على مدار كل أسبوع إلى غاية تحقيق الأهداف المرجوة من أمن وسلامة المحيط كما ذكر سكان الحي. وقام السكان في العديد من الأحياء على غرار 500 مسكن، 700 مسكن،20 أوت 55، بحملات تنظيف وقص الحشائش والأشواك بمختلف الأماكن وخاصة الواقعة داخل المجمعات السكنية، حيث تتسبب هذه الحشائش في انتشار الحشرات وخاصة في فصل الصيف. مؤسسة الصحة الجوارية بسكيكدة تنظم لحملة النظافة التنافس لم يقتصر على أحياء المدينة، بل تعداه إلى تنافس بين المؤسسات كذلك، في مبادرة لقيت استحسان الجميع، على غرار مؤسسة الصحة الجوارية بسكيكدة التي حولت المساحة الخضراء التي تحيط بمقرها، الى مكان يسر الناظرين، وجعلت منه لوحة فنية، بعد عملية التنظيف والطلاء، وإعادة تهيئة هذه المساحة. كما قام عمال مؤسسة الصحة الجوارية سكيكدة بتهيئة وتنظيف محيط العيادة متعددة الخدمات لساق عبد الحميد بمرج الديب، بغرض إعطاء صورة لائقة للعيادة، والعملية لاقت استحسان المرضى الذين تلقوا مختلف الخدمات الصحية بالعيادة، وأوضح مصدر من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية سكيكدة، أن هذه الأخيرة لا تنحصر فقط في الأربع نقاط المناوبة، نقطة المناوبة بحي 08 ماي 1945، ونقطة المناوبة لساق عبد الحميد وببلديتي فلفلة ورمضان جمال، وإنما لها الكثير من الهياكل الصحية التابعة لها، وأضاف بطبيعة الحال لا يمكن بأي حال من الأحوال تغطية جميع هذه المرافق بعمال النظافة التابعين للمؤسسة والتي تشهد نقص فيهم ولهذا نأمل من جمعيات المجتمع المدني بصورة عامة، الوقوف جنبا الى جنب مع مختلف المؤسسات العمومية، وخاصة الصحية منها التي يستفيد منها المواطن والتي تعتبر مكسبا يجب المحافظة عليه. حي برج حمام نموذجا..حملات تنظيف واسعة بالأحياء ورسم جداريات معبرة أخذ العديد من الشباب بحي برج حمام، زمام المبادرة من خلال المساهمة في تنظيف المحيط، لاسيما وأن الحي كاد أن ينسى من قبل السلطات المحلية، حيث تدهور كثيرا، وحتى مشاريع التهيئة التي استفاد منها خلال السنوات الأخيرة، من انجاز سلالم وممرات كان الانجاز مغشوشا، باستعمال رمل شواطئ البحر، واسمنت مشكوك في صلاحيته، حيث كل الأشغال انهارت عند أول قطرة غيث. ويواصل أبناء الحي الذين تجمعوا في جمعية تم انشائها مؤخرا بحملة نظافة واسعة غيرت المكان الذي كان مشوها، إذ رسم هؤلاء جداريات زينت واجهات العمارات، ولم ينل منهم التعب بفضل تكاثفهم وتعاونهم لتجسيد فعل حضاري بامتياز، وصرح ل" السلام اليوم" أحد أبناء الحي المجندين لهذا النشاط التضامني، أن مبادرة التنظيف وتزيين الحي لم تأت صدفة بقدر ما كانت نابعة من فكرة تغيير بسيط للذهنيات، واستغلال فترة الحجر الصحي، لتغيير واقع الحي للأحسن"، وأضاف المتحدث أن حملة النظافة تحولت إلى فكرة تزيين ودهن مداخل العمارات ومحيطها، ليوافق عشرات الجيران على المشاركة في هذا التحدي، في محاولة لكسر الروتين اليومي الذين يعيشونه، حضرت "السلام اليوم" هذه المبادرة منذ بدايتها، حيث وقفت على عملية جمع المال من أجل اقتناء بعض المستلزمات التي تستعمل في التنظيف والتزيين والدهن، وتبرعات المحسنين من سكان الحي، ليتم اقتناء كل المستلزمات الضرورية. ما عجزت عنه السلطات قام به مواطنون بسطاء تأسف سكان الحي للوضع الكارثي لهذا الأخير، لاسيما شبكة توزيع المياه، التي لم يتم تغييرها مند نشأة هذا الحي، أكثر من 20 سنة، وعرف العديد من التسربات، على غرار موضع التسرب أمام مدخل العمارة رقم 06/07، من الأنبوب الرئيسي الذي يزود السكان بمياه الشرب، رغم الشكاوى العديدة لمصالح مؤسسة توزيع المياه التي لم تحرك ساكنا كعادتها، ليقوم شباب الحي بإصلاح أنبوب المياه الصالحة للشرب بأموالهم الخاصة بعد أن فقدوا الثقة والوعود المتكررة من طرف مؤسسة توزيع المياه. والحي حسب محدثينا من السكان عرف معاناة استمرت طويلا، لإهماله من قبل السلطات المحلية، مما نجم عنه انتشار الفئران، ومختلف الزواحف، لاسيما بالمسالك الرابطة بين الحي وساحة الشهداء، وأضاف ممثل عن جمعية الحي التي قيد التأسيس ان مصالح البلدية قامت مؤخرا بإصلاح الإنارة العمومية على مستوى حي برج حمام، مع أن مطلب كل السكان هو الاستفادة من مشروع تغيير الأعمدة الكهربائية القديمة، وتغييرها بأعمدة جديدة مزودة بنظام الإنارةLED ، حيث ان الاعمدة الحالية تعود الى أكثر من 18 سنة . وأشار ممثل الحي، أن البلدية قامت بتدعيم اشغال التنظيف بمنحنا دلاء الطلاء وهي مشكورة على ذلك، من جهة أخرى قام أبناء الحي بتصليح البالوعات بعد انسدادها بالأتربة، باستعمال الوسائل الخاصة والبسيطة في ظل الغياب التام والإهمال واللامبالاة للسلطات المحلية .