أكدت أمس مصادر من الجماعات الإسلامية الليبية المعلومات التي كشف عنها كل من وزير الداخلية دحو ولد قابلية والوزير الأول عبد المالك بأن المجموعة الإرهابية التي هاجمت قاعدة عين أمناس قدمت من ليبيا وحضرت للعملية هناك . نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عمن أسمته مصدر إسلامي ليبي أن إسلاميين ليبيين قدموا مساعدة لوجستية للمسلحين الذين هاجموا مجمع الغاز بتيغنتورين الأربعاء الماضي بشكل يدحض النفي الذي جاء على لسان رئيس الحكومة الليبية علي زيدان حول علاقة المتطرفين في بلاده بالهجوم. وذكرت الوكالة أن المصدر المقرب من جماعات متطرفة في ليبيا قال لها إنه «تم تقديم مساعدة لوجستية انطلاقا من ليبيا» للإرهابيين الذي جاؤوا من مالي ثم النيجر ليدخلوا الأراضي الليبية قبل التوجه نحو الحدود الجزائرية. ولم يحدد المصدر طبيعة تلك «المساعدة» لكنه أقر بأن إسلاميين ليبيين كانت مهمتهم بشكل أساسي تأمين الإتصالات للإرهابيين مع وسائل إعلام والدعاية للعملية فضلا عن تقديم الدعم اللوجيستي للمجموعة . واعترفت وكالة الأنباء الفرنسية التي كانت أول من نقل تبني كتيبة بلمختار للعملية لأول مرة أنها حصلت على المعلومة من جهات إسلامية مقرها شرق ليبيا، زودوها بأرقام هواتف للخاطفين. وقال المصدر «لم يكن في المجموعة التي قادت الهجوم ليبيون»، لكنه أقر بحصول «إتصالات» بين الخاطفين وجهاديين ليبيين. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال كشف في ندوته الصحفية أن الإرهابيين الذين شنوا الهجوم على مجمع الغاز قدموا من شمال مالي ثم النيجر ثم منطقة عبيد بليبيا قبل الدخول إلى الجزائر وقال إن المهاجمين خططوا للعملية منذ نحو شهرين قبل فترة طويلة من التدخل الفرنسي في شمال مالي. وقبله كشف وزير الداخلية دحو ولد قابلية أن الإرهابيين قدموا من التراب الليبي وأعدوا للعملية هناك بقيادة مختار بلمختار نفسه. وكان رئيس الحكومة الليبية علي زيدان قد نفى هذه المعلومات وقال أن بلاده لن تكون محطة للإعتداء على الجيران وهو ما يؤكد عجز سلطات ليبيا الجديدة على السيطرة على الحدود رغم تعهداتها لنظيرتها الجزائرية في عدة مناسبات من خلال الزيارات المتبادلة بالسهر على تأمين الشريط الحدودي.