أقدم سكان قرية "مداح" في تيزي غنيف جنوب تيزي وزو، على غلق مقر الدائرة للمرة الثانية في ظرف أسبوع، وهي المدة التي أمهلوها للسلطات المحلية للإستجابة لمطالبهم المرفوعة ومشاكلهم التي يتخبطون فيها كل يوم والمتمثلة في إطلاق مشروع غاز المدينة الذي استفادت منه المنطقة في إطار برامج التنمية الريفية لسنة 2010، بالإضافة إلى مطالبتهم بتعبيد طريق القرية المتدهور الذي كثرت به الحفر الكبيرة التي يصعب اجتيازها لتزداد حدة خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة، وحسب هؤلاء فإن السلطات قد وعدتهم الأسبوع المنصرم، بعدما قاموا بحركة مماثلة بتسوية مشاكلهم العالقة والاستجابة الفعلية لمطالبهم إلا أن ذلك حسب هؤلاء لم يجسد على أرض الواقع، بل بقيت وعود تلك الجهات مجرد وسيلة لتهدئتهم لتفرض عليهم مرة أخرى سياسة الصمت والوعود المؤجلة وهو ما أثار حفيظة السكان ولم يجدوا سوى الشارع لإسماع صوتهم ويلهبوه بالاحتجاجات ويفجروا غضبهم على المسؤولين. للإشارة فإن سكان قرية "مداح" قد أقدموا عدة مرات على حركات إحتجاجية مماثلة قاموا من خلالها بغلق مقرات المرافق العمومية بما فيها البلدية والدائرة، وذلك لإسماع صوتهم للجهات المعنية قصد فك الخناق على منطقتهم وإخراجها من العزلة المفروضة عليها منذ سنوات بسبب عدم ربطها بشبكة توزيع غاز المدينة الذي إستفادت منه باقي قرى الدائرة، رغم أن قريتهم باردة جدا وتشهد تساقطا للثلوج في وقت مبكر كونها منطقة جبلية وبعيدة عن عاصمة الولاية بحوالي 60 كلم، ويضيف محدثونا أن طريق القرية الممتد على مسافة نحو 4 كلم يتواجد في حالة جد متدهورة ويصعب إجتياز تلك الحفر المنتشرة على مستواه كما انهم طرقوا عدة مرات أبواب المسؤولين لرفع الغبن عنهم، إلا أنه لا حياة لمن تنادي وتبقى المشاريع المبرمجة للمنطقة- حسب هؤلاء- حبيسة أدراج مكاتب السلطات المحلية دون تجسيدها كي يستفيد منهل السكان المعنيون.