عادت السلطات الفرنسية ممثلة في شرطتها لتظليل واستقطاب تأييد الشارع الباريسي اتجاه أجندتها الساعية إلى قمع المسلمين, من خلال إعادة نسجها لقضية جديدة على نفس منوال قضية الجزائري محمد مراح, حيث اعتقلت أمس الشرطة الفرنسية 3 كونغوليين يحملون الجنسية الفرنسية وآخر مالي, أدعت أنهم متشددين إسلاميين ينشطون في إطار تنظيم يجند متطوعين للإنظمام إلى متمردي القاعدة في مالي . وتم توقيف المشتبه بهم الأربعة صباح أمس بالقرب من العاصمة باريس في خضم نشاطات أمنية تتمحور حول تحقيق يخص تجنيد متطوعين من فرنسا للانخراط في الحرب المالية تحت لواء القاعدة, حيث يأتي هذا الإعتقال غير المبرر لحد الساعة بأدلة إدانة واضحة, ليكشف الستار عن خطة الإليزيه الأزلية الحريصة على دحض المسلمين في فرنسا ومنع انتشارهم, وقمع تقاليدهم التي باتت تشكل اليوم جزء لا يتجزأ من الواقع الفرنسي الذي صار المسلمون يشكلون فئة مهمة في تشكيلته الاجتماعية. وفي السياق ذاته, تحرص السلطات الفرنسية على تخدير شارعها وكسب تأييده تجاه مآربها الدفينة ضد المسلمين بعدما بات خاصة في الآونة الأخيرة جد منسجم مع الجنسيات المسلمة وقاسمها وشاركها الحياة اليومية والاجتماعية, وتستعين سلطات وشرطة الإليزيه في هذا المسعى بإعادة سيناريو قضية محمد مراح الجزائري الذي لا يزال الغموض لحد الساعة يكتنف تفاصيلها, وتجسيده على أرض الواقع اتجاه مستهدفيها على غرار المالي ورفقائه الكونغوليين الذين طالما عرف شعبهم ببعده الشديد عن تنظيمات الجماعات الإرهابية وما اتصل بها من حيثيات وقضايا.