بتقوية أرضية هذا المعلم التاريخي سيخضع قصر مريم عزة بمدينة سكيكدة "عما قريب" لعملية ترميم واسعة خاصة بتقوية أرضية هذا المعلم التاريخي، حسبما علم من مدير الثقافة بالولاية، عبد العزيز بوجلابة. وفي تصريح له، أوضح ذات المسؤول بأنه من شأن عملية الترميم الحفاظ على معلم تاريخي يعتبر أحد تحف العمارة بسكيكدة والذي يضاف إلى كل من النزل البلدي ومحطة القطار ومبنى البريد المركزي وكذا البنك المركزي. وستضاف هذه العملية -حسب ذات المصدر- إلى تلك التي انطلقت سنة 2015 والتي كانت عبارة عن أشغال استعجاليه لوقف تسرب مياه الأمطار التي أتلفت جزءا كبيرا من القصر والذي كان سيقضي في حال استمراره على القيمة الفنية والزخارف وكتابات الخط العربي الفصيح التي تزين أعالي أسوار القصر. وأكد بوجلابة بأنه "بعد استكمال أشغال ترميم هذا المعلم التاريخي ذو القيمة الكبيرة سيتم تحديد وظيفته المستقبلية". وفي نفس السياق، اقترحت عدة جمعيات محلية المهتمة بهذا الصرح بجعل قصر مريم عزة أوبن قانة كما هو معروف لدى سكان روسيكادا عقب عملية الترميم دارا للفنان من شأنها استقبال أعمال مختلف الفنانين من داخل وخارج الولاية وكذا مكانا بإمكانه إعطاء الإلهام لهذه الفئة للسير على خطى المفكر مالك بن نبي الذي كان يجلس في فناء أو منتزه القصر من أجل الكتابة والتأمل، حسبما تمت الإشارة إليه. ويعتبر قصر مريم عزة من بين أهم المعالم التاريخية بهذه الولاية الساحلية و التي بإمكانها أن تستقطب أعدادا كبيرة من السياح من داخل أو خارج الوطن والتي ستبهر كل من يدخلها نظرا لدقة تفاصيل بنائها وزخرفتها على حد تعبير المدير المحلي للثقافة. وقد بني هذا القصر عام 1913 من طرف المهندس المعماري شارل مونتالو في البداية كبناية خاصة لرئيس بلدية سكيكدة آنذاك بول كيتولي وذلك بمنطقة غابية تطل على كورنيش سطورة بأعالي المدينة حيث أن القصر يطل على بانوراما ساحرة في غاية الجمال ترسم صورة فنية لأجمل شواطئ الولاية، حسب ما تم إيضاحه. وقد قام مونتالو -حسب ذات المصدر- ببناء تحفة معمارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث مزج بين ألوان الزخرفة العربية و الهندسة الأندلسية المميزة فتداخلت النقوش والرسوم لتنتج حالة نادرة من الجمال العمراني المميز جعل منها تحفة فنية ظلت شامخة بأعالي مدينة سكيكدة. وتفيد الروايات رغم قلتها عن هذا القصر أن بول كيتولي بناه كهدية لزوجته مريم وعزة لها ولهذا سمي بقصر مريم عزة و التي كانت تستقبل فيه ضيوفها المميزين قبل آن يتم بيعه إلى مالكه الثاني المدعو بن قانة، وهو شخص كان في غاية الثراء ينحدر من ولاية بسكرة. ونظرا للأهمية التاريخية لهذه البناية فقد تم تصنيفها سنة 1981 معلما تاريخيا وميراثا وطنيا محفوظا حيث شرعت مصالح ولاية سكيكدة خلال نفس السنة في عمليات ترميمه وكانت ذات البناية لفترة ليست ببعيدة تستعمل كدار ضيافة لاستقبال الضيوف المميزين للولاية من وزراء وغيرهم، حسب ما تمت الإشارة إليه.