كشفت وثيقة سرية لتنظيم القاعدة عثر عليها في تمبكتو بمالي برمجة وتخطيط التنظيم منذ الربيع الماضي للسيطرة على منطقة الصحراء الإفريقية. حيث تضمنت الوثيقة وفقا لما أوردته صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية التي نشرت الوثيقة بالتفاصيل إعلان أبو مصعب عبد الودود أمير تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا عقب ترأسه لاجتماع عقد في ال 18 مارس المنصرم بحضور 33 قائدا من قاعدة المغرب العربي ومتمردي الطوارق وجماعة أنصار الدين الجهادية، عن نية جماعته في السيطرة على أغلب المدن والمناطق التي سبق وسيطر عليها إسلاميون في المنطقة، وفي السياق ذاته وبعد أسبوعين من هذا الاجتماع سقطت 3 مدن رئيسية في شمال مالي في أيدي حركة أنصار الدين والمتمردين الطوارق، ليعودوا بعدها ويسلموا القيادة إلى تنظيم القاعدة على كل من تمبكتو، وغاو، وكذلك كيدال مع كل ترسانات الأسلحة والمطارات ومرافق التدريب الجاهزة هناك. هذا وتوضح الوثيقة ذاتها المجسدة في رسالة من 9 صفحات موقعة من أبي مصعب عبد الودود، إستراتيجية قتال القاعدة في شمال مالي وتوقعها التدخل الفرنسي هناك، فضلا عن الأخطاء التي ارتكبها وكيفية تصحيح سلوكها في المستقبل، وهو ما يعكس وفقا لما ذكرته وكالة «أسوشيتد برس»، الانقسام داخل التنظيم حول كيفية حكم المنطقة وتطبيق الشريعة في مالي، وتدمير معالم مدينة تمبكتو القديمة، في ظل تضمنها لاعترافات بارتكاب عدد من الأخطاء، والتعامل بوحشية مع السكان، والدعوة إلى ضرورة فرض الشريعة بشكل تدريجي، وتنوه الرسالة باستعداد قيادات القاعدة لتقديم تنازلات مرحلية في ما يتعلق بتوجهاتهم وأفكارهم لكسب بعض الحلفاء، في ظل سعيهم للعمل في المنطقة على المدى الطويل رغم انسحابهم من مناطق واسعة.