في غياب مخطط مروري تعرف مدينة بوسعادة ضغطا مروريا جعلها تختنق من كل الجهات، خصوصا وأن مساحة المدينة لم تعد تسمح بهذا الكم الهائل من العربات التي باتت تقلق المواطنين. ووصل- حسب تعبير أحد المواطنين الساخرين من الوضع – عدد سيارات النقل الحضري أكثر من عدد السكان، إذ يتوقفون في أي مكان دون نظام والتقيد بتعليمات، وكانت مديرية النقل قد اقترحت على البلدية التفكير في وضع دراسة لمخطط مرور يفك الخناق على وسط المدينة، ويحفظ لها طابعها الحضري، خصوصا وأن مركبات النقل الجماعي الرابطة بين وسط المدينة ومختلف الأحياء كالباطن وميطر لا يصلح معظمها إذ يعود عمر اغلبها إلى ربع قرن وأكثر بالإضافة إلى ما تحدثه من تلوث وإخطار على المواطنين، من جانب آخر تكاد تنعدم ببوسعادة كل أنواع الإشارات المرورية، وبسببها يجد أصحاب السيارات أنفسهم في حل من قانون المرور، ما حول حركة المرور إلى فوضى عارمة والإشارة الوحيدة الحمراء هي(الممهلات)، وكان المجلس البلدي السابق قد وعد بالكثير في هذا الجانب، إلا أنه لم يفعل شيئا لتنظيم الفوضى الحاصلة بثاني أكبر مدينة بالولاية. ويعيش بها ما يقارب 150 ألف نسمة، وأكثر من 30 حيا، هذا المخطط الذي يشمل تنظيم إشارات المرور العمودية والضوئية وأماكن توقيف المركبات وتسيير النقل العمومي وتحديد ممرات الراجلين من الواجب أن يشارك في إعداده عدة جهات منها مصالح الدرك الوطني والأمن الوطني والبلدية والأشغال العمومية والحماية المدنية من اجل حفظ وجه المدينة التي ضاقت على سكانها بما رحبت. وقال مصدر من مديرية النقل أن من بين أهم مسببات تنامي أزمة المرور هو افتقارها بشكل كبير لمحطات النقل الحضري في ظل تزايد عدد الناقلين بالإضافة إلى ارتفاع أعداد السيارات بحظيرة المدينة وأشار ذات المصدر إلى أن الطريق الرئيسي الوحيد والذي يمثل شريان المدينة يتم احتلاله بواسطة الركن الفوضوي على مدار اليوم.