تتأهب مؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري لولاية الجزائر لتنفيذ مخطط واسع يتمثل في تجديد الإشارات المرورية وصيانتها، فضلا عن القضاء على الإشارات المرورية الحديدية العمودية القديمة وتعويضها بإشارات ضوئية أفقية تتلاءم أكثر والظروف المرورية الحالية. وحسب رئيس قسم الصيانة للمؤسسة السيد فريد مكناس فإن مصالحه تعكف على صيانة 300 إشارة مرورية شهريا فضلا عن التحضير لتجهيز مفترقات الطرق بإشارات الأضواء الثلاثية. وكخطوة أولى لهذا المخطط تم تجهيز بعض إشارات الأضواء الثلاثية بالعاصمة بعداد إلكتروني ضوئي يرافق السائق عند نقطة التوقف ثم المرور في مفترق الطرقات. وحسب المتحدث، فإن الإشارات المرورية العمودية الحديدية لم تعد تفي بالغرض الأمر الذي أدى بالمؤسسة إلى تسطير مخطط شامل يهدف إلى القضاء عليها نهائيا لتحل محلها إشارات ضوئية أفقية تعتبر أكثر ملاءمة للراجلين كما أنها أفضل من الناحية الجمالية. كما أوضح فريد مكناس، من جهة أخرى، أن الإشارات الضوئية الأفقية تساعد أكثر الراجلين عند استعمالهم الممرات المخصصة لهم وكذلك تلاميذ المدارس بصفتهم أطفالا يسهل جلب انتباههم بهذه الإشارات الضوئية. وما يميز الإشارات الضوئية الجديدة التي سيكتشفها المواطن قريبا في طرقات العاصمة، طابعها العصري والجمالي الذي سيزيد الطرق رونقا وجمالا، فضلا عن أن الاعتناء بها وصيانتها أسهل من الإشارات العمودية الحديدية، هذه الاخيرة التي يطالها الصدأ ويتلفها بعد فترة محددة من وضعها، يضاف إلى ذلك صعوبة رؤيتها إذ كثيرا ما نجدها مختفية وراء الأشجار أو بعض الحواجز مما يهدد سلامة السائق والمواطن على حد سواء. وعن جديد مفترقات الطرق، شرع مؤخرا في وضع عدادات إلكترونية ضوئية توجه السائق بداية من ظهور الضوء الأحمر الذي يدعوه للتوقف ثم الضوء الأخضر الذي يأذن له بالمرور على غرار الأضواء الثلاثية بمفترق الطرق المتواجدة أسفل البريد المركزي. ويساهم هذا العداد في بسط الهدوء بالموقع وفي نفسية السائق الذي غالبا ما كان يشعر بالقلق وهو ينتظر دوره للمرور دون أن يعرف الزمن المتبقي لذلك، كما كشف ممثل مؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري لولاية الجزائر من جهة أخرى عن مشروع برنامج يحضر خصيصا لهذه المواقع أي مفترقات الطرق التي تعتبر من أعقد نقاط الحركة المرور، حيث من المقرر أن يتم الشروع في تجهيز عدد من هذه المفترقات بالإشارات الضوئية الثلاثية في مرحلة أولى لتعمم العملية مستقبلا لتشمل جميع المفترقات ويوجد هذا المشروع، حسب نفس المصدر، قيد الدراسة والتحضير ليشرع في تطبيقه لاحقا. وكانت وزارة الأشغال العمومية قد ضبطت المخطط الوطني التوجيهي للإشارات الممتد من 2010 إلى 2025 الذي يهدف إلى ترقية الطرقات وما يتبعها من إشارات مرور لبلوغها مصاف الدول المتقدمة مدعوما بالصندوق الوطني لتأهيل الطرقات الذي خصص للعملية مبدئيا غلافا ماليا قدره 2 مليار دينار. وتأتي في مقدمة هذه المشاريع تجهيز جميع مفترقات الطرق عبر الوطن بالأضواء المرورية الثلاثية التي تعرف الجزائر نقصا كبيرا فيها. وتلعب الجماعات المحلية وعلى رأسها الولاية والبلدية دورا هاما في تجسيد هذا المخطط خاصة وأن تأهيل الطرقات وإعطائها الجانب الحضري العصري ليست مهمة قطاع وحده بل هي مهمة مختلف الهيئات كل في مجال اختصاصه. وتأتي هذه المشاريع التي ينتظر منها تغيير وجه طرق مدينة الجزائر في الوقت الذي تعرف فيه العديد من الطرقات نقصا كبيرا من حيث إشارات المرور التي تعتبر عنصرا هاما في تنظيم حركة المرور فضلا عن العيوب الكثيرة في هذه الإشارات القديمة والتي تسببت في بعض الحالات في وقوع حوادث مرور أدت إلى خسائر بشرية ومادية.