«توكلت على الله» كلمة يقولها كثير من الناس وفي مناسبات كثيره ولكن قليل من يفقه معناها، وقليل من هذا القليل الذي يطبقها ويحولها من ألفاظ ومعان إلى واقع عملي.
هدف التوكل على الله التوكل على الله هو تفويض الأمور إلى الله عز وجل والثقة بحسن اختيار الله فيما أمر به، والاعتماد على الله في جلب المنافع والمضار الدينية والدنيوية من حصول الرزق وحصول النصر وشفاء المرضى وتفريج الكرب، وغير ذلك من منافع الدنيا والاعتماد على الله في حصول المنافع الأخروية كالإيمان والهداية والعمل الصالح والعلم النافع وغيره. أهمية التوكل لقد جعل الله التوكل شرطاً وعلامة للإيمان فقال عز وجل (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) فبالتوكل يتحقق الإيمان في القلب، ومن هنا نستطيع أن ندرك أن التوكل ليس قولاً باللسان أو عملاً بالجوارح فحسب، بل هو إيمان ويقين في القلب ولذلك جعل القرآن التوكل صفة أساسية في المؤمنين. أهمية التوكل في حياة المسلم وذلك بأن الله يصرف الشيطان عن المتوكلين وقال في سورة النحل عن الشيطان (إنه ليس له سلطان على الذين أمنوا وعلى ربهم يتوكلون)، ومن أبرز الصفات التي تؤهل للجنة الصبر والتوكل ومن جلال ومكانة هذه الفضيلة وهو التوكل أننا نرى الله جل جلالة يأمر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أكثر من مره في القرآن، ولكي يتم المعنى الحقيقي للتوكل لابد من الأخذ بالأسباب التي تعين على تحقيق المراد والله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة لله والتوكل بالقلب عليه إيمان به وقد قال الله تعالى مخاطباً المؤمنين (يا أيها الذين أمنوا خذوا حذركم) وقال لنبيه (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله)، والتوكل حال النبي صلى الله عليه وسلم والكسب سنته فمن عمل على حاله فلا يتركن سنته وقيل: عدم الأخذ في الأسباب طعن في التشريع والاعتقاد في الأسباب طعن في التوحيد: قال يوسف الأسباط: أعمل عمل رجل لاينجيه إلا عمله وتوكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب له. الخلاصة وعلى هذا يكون من تمام التوكل: الأخذ بالأسباب مع عدم الركون إليها وقطع تعلق القلب بها، فيكون حال بدنه القيام بها وحال قلبه قيامه بالله لابها أثر التوكل في بث السكينه في النفس والشعور بالقوه فالتوكل عند المؤمن عمل وأمل مع هدوء قلب وطمأنينة نفس واعتقاد جازم بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ويؤمن أنه أوى إلى ركن شديد وأنه وضع أمله وثقته حيث يجب أن توضع فيكون لذلك أثر في نفسه فيظل ثابتاً على إمضاء أمره كالطود لايتزحزح لايتهيب أحداً من خلق الله لأن المتوكل عليه والذي عليه المعول هو رب الخلق وهو مالك نواصيهم فالعبد الذي يترك الأمر إلى ربه.