أوضحت وزارة الثقافة أول أمس الخميس، خلفيات الاضطرابات الجارية بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري بالعاصمة، والأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ قرار تعليق كل النشاطات التربوية، بهذه المؤسسة، وذلك سعيا منها إلى الحفاظ على سلامة الأشخاص والممتلكات العامة. وبينت الوزارة من خلال بيان أصدرته أول أمس الخميس، أن هذا المعهد المختص يخضع إلى القانون الأساسي الخاص بالمعاهد الوطنية للتكوين العالي في الجزائر وتسري عليه الأحكام المحددة في قرارات وزارية مشتركة فيما يخص الجوانب التربوية، ولنظام داخلي معتمد من طرف مجلس توجيهي يتضمن في عضويته ممثلا عن الطلبة. وعن أسباب ومجريات الاضطرابات، التي يعرفها المعهد ذكر البيان، بأنه تم “إشعار الطلبة من قبل الإدارة بإحالة المتغيبين عن الدراسة إلى مجلس التأديب عملا بأحكام المادة 13 من النظام الداخلي يوم 16 جانفي الماضي، بعدما تبين أن كثيرا من الطلبة بحوزتهم أكثر من 60 غيابا خلال شهرين ونصف فقط من بدء الدراسة، وفي نفس اليوم قرر الطلبة من خلال مكتبهم التمثيلي الدخول في يوم احتجاجي ورفعوا جملة من المطالب البيداغوجية من ضمنها رغبتهم في المشاركة في تسيير شؤون المعهد وطرد المدير، وفور تلقي الوزارة لائحة المطالب انتقل وفد إلى مقر المعهد والتقى بالطلبة وتم الاتفاق على جملة من النقاط تراجعوا عنها في اليوم الموالي خلال جمعية عامة وقرروا الدخول في إضراب عام”. وأمام حالة العصيان هذه، رفعت إدارة المعهد مذكرة أمام المحكمة الإدارية قصد إخلاء الموقع من المضربين، ينتظر إصدار حكمها خلال الأسبوع الجاري، كما قررت وزارة الثقافة تعليق كل النشاطات التربوية بالمعهد إلى إشعار آخر ودعت الطلبة إلى مغادرته للحفاظ على سلامة الأشخاص والنظام العام “المعرض للخطر”. ومن جهتهم نفى طلبة المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، انطواء الالتفاتة التي قامت بها وزارة الثقافة، على نوايا حسنة، تهدف إلى حل مشاكل طلبته الذين يدخل إضرابهم يومه السابع. وأفاد المضربون خلال بيانهم العاشر، الذي وجهوه أول أمس الخميس، إلى كل من “فخامة السيد رئيس الجمهورية، ومعالي الوزير الأول، وكل قلم نزيه وفنان نبيل وجزائري حق”، أن وزارة الثقافة قد التفتت أخيرا إلى معهدهم لا لحل مشاكله، بل:«ليدخل ممثلوها إلى المعهد ليلا ويهددوا الطلبة المضربين عن الطعام ويعلنوا عن قرار، يقضي بتعليق نشاطات المعهد التربوية مؤقتا، وطرد جميع الطلبة في ظرف 24 ساعة، أو بصريح العبارة غلقه، على حد ما تلفظ به السادة ممثلو الوزارة”. وأضاف الطلبة خلال بيانهم الذي تسلمت “السلام” نسخة منه، أن ممثلو الوزارة اتهموهم بالغيابات المتكررة :«وكأننا لم نراسلهم من قبل..مسألتنا مسألة شباب جزائري يريد شهادة وتكوينا يسمحان له برسم أفضل صورة لأمته”. وأظهر المضربون، إصرارهم على مواصلة ما بدؤوه، في سبيل الدفاع عن المعهد العالي الوحيد في الجزائر، حيث قالوا:«لن نتخلى عن طرقنا السلمية التي تليق بنا كطلبة فنانين، حتى آخر أنفاسنا، لا نخاف في الوطن تهديدَ بيروقراطٍي لا يزال يستعمل طرقا استعمارية، أثبت شعبنا فشلها على مر العصور”، مستنجدين بكل ضمير حي غيور على الوطن:«ليحضر عملية إخراجنا من المعهد بالقوة العمومية كما صرح به احد ممثلي الوزارة ، قد يكون هذا آخر بيان إعلامي لنا، نظرا لوضعنا الصحي، لذا فليعلم كل من تسبب فيما سيكون سواء بتعسفه أو بعدم مساندته لنا أن أرواحنا وأرضنا وفننا لن يغفروا له هذا”.