تسببت الفيضانات التي غمرت ثلث مساحة إقليم ولاية الطارف في وفاة شخصين، لقيا حتفهما غرقا، وتم إنقاذ 24 آخرين من الغرق المؤكد، فيما تضررت 1200 عائلة من السيول الجارفة وتم إجلاء 97 منها نحو المدارس. تجاوزت نسبة تساقط الأمطار 120 ملم، يومي الثلاثاء والأربعاء، بالطارف وتسببت في فيضان الوديان وفروعها وصاحبها تسريح المياه الفائضة، لسدي مكاسة وبوناموسة بتدفق فاق 500 متر مكعب في الثانية، إلى جانب فيضان وادي سيبوس جراء تسريح مياه سد بوحمدان بفالمة بمقدار 300 متر مكعب في الثانية، الأمر الذي تسبب في إحداث طوفان جارف أغرق 15 تجمعا ريفيا بجوار الوديان الكبرى: سيبوس والوادي الكبير وبوناموسة، وهروب سكانها من الهلاك غرقا. كما غرق ثلث إقليم الولاية التي عزلت نهائيا، أمس، عن كل الاتجاهات بسبب المياه الطوفانية، التي غمرت كل الطرق الوطنية 44، 84أ، 82 و48، و7 طرق ولائية و16 طريقا بلديا، تسبب في عزل 11 بلدية و5 دوائر مع انهيار جزئي لجسر وادي أم السعد على الطريق الوطني 44 عند المخرج الشرقي لبلدية بوثلجة. وأفادت الحماية المدنية بأن تدخلاتها بلغت 110 تدخلات خلال 24 ساعة مرفوقة بمصالح الدرك والأمن الوطنيين، ومنها انتشال جثتي شخصين بمنطقة حكورة ببلدية الشافية لقيا حتفهما غرقا بسيارة ''ماروتي'' بأحد وديان المنطقة ونجا ثالثهم بأعجوبة، وإلى غاية منتصف ليلة الأربعاء إلى الخميس تم إنقاذ 16 شخصا من الموت غرقا بمنطقة النشيمة ببلدية العصفور أين علقت حافلة للطلبة الجامعيين وحاصرتها السيول الجارفة على الطريق الولائي 105، أجبرت الوالي على قضاء ليلته بعين المكان إلى جانب فرق الإنقاذ الأمنية والحماية المدنية وتدخل وحدة من الجيش الوطني الشعبي، التي سحبت في اليوم الموالي الحافلة وسيارتين رباعيتين للدرك الوطني والحماية المدنية جرفتهما السيول القوية. وفي منطقة عين خيار تم إنقاذ 8 أشخاص، وتحويلهم لمستشفى الطارف إثر انجراف سيارتين بوادي الكبير، وبيّنت اتصالاتنا مع رؤساء 11 بلدية غمرتها الفيضانات، أن عدد العائلات المتضررة من السيول الجارفة والتسربات تجاوزت 1000 عائلة تم إجلاء 97 عائلة نحو المدارس، وأخرى فضلت اللجوء لدى ذويها في أحياء آمنة، فيما تضررت 42 مؤسسة تعليمية محاصرة بالمياه الراكدة. وشرعت، أمس السلطات المدنية والأمنية في توزيع 1286 حصة من المؤونة الغذائية و700 حصة من الأغطية على العائلات المتضررة، فيما تواصل وحدات الحماية المدنية عمليات ضخ المياه الراكدة التي تحاصر الأحياء والمؤسسات والمرافق العمومية، أما المساحات الفلاحية التي غمرها الفيضان فقدرها مدير المصالح الفلاحية بأكثر من 1000 هكتار إلى حين تقييم الخسائر ونوعية المحاصيل الزراعية المتضررة.