معاناة حقيقية يعيشها سكان هذه المنطقة يمكن لأي زائر لقرية سلمانة الواقعة بإقليم بلدية العيون بتيسمسيلت أن يلاحظ حجم المعاناة الحقيقية التي يعانيها سكان هذه المنطقة، نتيجة التخلف والحرمان الذي مازال قائما منذ نشأتها في إطار مشروع الرئيس بومدين في بناء ألف قرية للفلاحين الجزائريين في فترة السبعينات، حيث يظهر جليا في مظهرها الخارجي افتقادها النسيج العمراني مما يدل على حالات الفقر التي يعيشها المواطن البسيط بهذه المنطقة إذا تصادفك البناءات الهشة أينما التفت التي تفتقر لضروريات العيش الكريم من غاز وقنوات صرف وأرصفة وغيرها، إضافة الى غياب كلي للتهيئة الحضرية بفعل غياب الطرقات والأرصفة، بحيث تنتشر بوسط القرية الحفر والأتربة بسبب الأشغال التي لا تنتهي إلى جانب النقص الكبير في الإنارة العمومية والمساحات الخضراء وغيرها من المشاكل التي جعلت المواطنين يشتكون بشكل مستمر ويؤكدون على الاهتمام بالتهيئة العمرانية لتحسين إطارهم المعيشي في ظل تقاعس السلطات المحلية على حد تعبيرهم بالنظر إلى حجم المعاناة التي يعيشونها منذ عقود، حيث أبدى عديد السكان في لقاء جمعنا بهم عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من المنتخبين المحليين الذين أمطروهم بالوعود الكاذبة التي لم تتحقق في الميدان، كما يشتكي السكان من نقص كبير في التغطية الصحية وما يتكبدون من ويلات التنقل بحثا على العلاج، أين لا زالت المنطقة تعاني نقصا فادحا في هذا المجال ما أضحى ينعكس سلبا على حياتهم موضحين أن قاعة العلاج الوحيدة تفتقر للوسائل الضرورية وتتوفر على ممرض واحد يزور القاعة مرة كل أسبوع، هذا الحرمان الطبي غالبا ما يدفع المواطن إلى قطع مسافات ليلا نحو مستشفي مقر البلدية لتلقي العلاج خاصة الحالات الاستعجالية والنساء الحوامل، أما يوميات شباب المنطقة فحدث ولا حرج الحرمان والفقر سيد الموقف أمام غياب المرافق الرياضية والثقافية التي من شأنها أن تمتص الكم الهائل من الشباب العاطل عن العمل فالفراغ حاضر بقوة والشباب ينتظر بفارق الصبر إدراج مشاريع من هياكل ومنشآت رياضية التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة في ظل غياب فرص العمل بالمنطقة. ونتيجة لكل هذه النقائص التي تشهدها قرية سلمانة، يطالب السكان السلطات الولائية التدخل العاجل والسريع من أجل التكفل الأمثل بانشغالاتهم عن طريق برمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسن وضعيتهم المعيشية خاصة وأن برنامج رئيس الجمهورية يؤكد فيه علي ضرورة التكفل الأمثل بالمناطق النائية والريفية أو ما أصبحت تعرف " بمناطق الظل " عبر ربوع الوطن.